الحرية- علام العبد:
منذ تحرير البلاد من النظام البائد في ٨/ ١٢ / ٢٠٢٤ وحتى هذه اللحظة تغص جميع الطرقات المؤدية من و إلى إدلب في الشمال السوري، رغم صعوبة السير عليها من جراء أضرار قصف النظام البائد، بقوافل النازحين في طريقهم إلى قراهم، إما لعودة فعلية أو لمجرد تفقد الأضرار.
وعلى مقربة من مدينة إدلب دمرت غارات النظام البائد قرى وبلدات أحياء بكاملها ، وسوتها بالأرض.
على الطريق الدولي جنوب مدينة سراقب اصطفت السيارات القادمة من الشمال السوري حيث مخيمات القهر، مشكّلة موكب العائدين، تجمعوا على أبواب المدن والقرى والبلدات يريدون العودة فوراً الى قراهم، فالكل قام بنقل أمتعته من المدارس أو المساجد والمخيمات التي حطوا فيها هرباً من قصف النظام البائد المدمر الذي اندلع على مدى ١٤ عاماً.
صحيفة الحرية في إدلب رصدت بالصورة والقلم عودة النازحين والمهجرين من الشمال السوري إلى ريف إدلب.
يبين مصطفى زيتون (٤٥ عاماً) وقد انهمك في نقل أمتعة عائلته والفرش من منطقة حارم إلى سيارته: ”لقد دمر النظام البائد منزلي ومنزل شقيقي في معرة النعمان والمحل الذي كنا نعتاش منه في المعرة”.
ويضيف وهو يطلب من زوجته وأولاده الثلاثة الصعود إلى السيارة: ”مع ذلك أعود من أجل ترميم البيت ولن انزح مجدداً عن أرضي مهما كان الثمن”.
وينتظر البعض انتهاء العام الدراسي ليعودوا إلى القرى التي نزح أهلها منها ، وتقف فدوى الغضبان (٣٨ عاماً) مع أولادها الأربعة حائرة على الرصيف، وتقول ”اليوم بتنا نشعر بالفرح رغم كل القهر والألم الذي عشناه، البعض ينتظر انتهاء الفصل الدراسي الثاني للعودة النهائية لبيوتهم”.
وفي خان شيخون، جلس عماد العبدالله وحيداً في سيارته ينتظر تجمع الموكب قبل أن ينطلق إلى قريته في ريف إدلب الجنوبي. ويضيف هذا المهندس وهو يشير بيده إلى جهة الشمال: ”تركت زوجتي وأولادي هناك. أنا ذاهب لأتفقد ماذا بقي من منزلنا. إذا بقي كل شيء على ما يرام سأعود لآخذهم”.
وقد غصت طرقات محافظة إدلب بقوافل العائدين وازدحمت بصفوف السيارات تتقدم على طريق مليئة بحفر قذائف النظام البائد وبجسور دمرها قصف النظام الأسدي.
بعد سنوات من النزوح والتهجير، ها هي قوافل العودة تملأ الطرقات السورية. مئات العربات والباصات في طريقها إلى المدن السورية كافة، والشوارع تزدحم بالمواطنين العائدين إلى منازلهم وأحيائهم، حيث النصر والتحرير يزين ديارهم.
هذه ليست مجرد عودة إنها إعلان بانهيار مشروع التهجير القسري الذي أراده النظام البائد وفشل فيه، ما أدى إلى انتصار إرادة السوريين.