الحرية- علام العبد:
تنفض مدينة السيدة زينب في محافظة ريف دمشق غبار الموت والدمار، وترتدي وشاح الربيع وتعزف لحن الحياة لتروي للأجيال قصة المدينة التي آن لها أن تنهض وتعود لأهلها وتزدهر، بعدما تنفست الصعداء بإزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد في الشوارع وأمام المباني الحكومية، وتأتي الإزالة بهدف تسهيل عمليات الاستجابة الإنسانية وحركة المدنيين، وتحسين الواقع الخدمي في المدينة.
حالة سخط موجودة في قلوب الناس هنا في مدينة السيدة زينب التي اكتوت بنيران النظام البائد وأذرعه، حيث عانت هذه المدينة الكثير من التهميش والإهمال، وما تدني الواقع الخدمي التي هي عليه اليوم إلا دليل على ذلك، مع الأمل بأن تتخلص منه بهمة إدارة البلاد الجديدة.
المقام في أيدٍ أمينة
كانت مدينة السيدة زينب أيام عهد النظام البائد محلاً لصراع القوى السياسية والاقتصادية، حيث لم يسمح لها أن تتنفس الصعداء منذ عشرات السنين.
مساع للنهوض
اليوم هناك مساع لكي تنهض من تحت ركامها الذي تسبب به النظام البائد وبأدواته المحلية مع الحفاظ على مصالحه بما ألحق الضرر بهذه المدينة التي حملت مأساتها زمناً.
رئيس مجلس مدينة السيدة زينب الدكتور غسان أحمد حاحي كشف أن من أهم الإنجازات التي تحققت بعد تحرير سوريا من النظام البائد وعلى صعيد المدينة، هو فتح الطريق العام مقابل مقام السيدة زينب والذي كان يحتوي على حوالي ١٢٠٠ كتلة بيتونية تم تفكيكها بطريقة فنية وترحيلها على مدى ١٥ يوماً، ومن ثم القيام بعملية تنظيف كاملة للطريق الذي تمت إنارته وزراعته بالأشجار وصيانة المنصف وتزفيته.
ترحيل القمامة
ولفت حاحي في تصريح لصحيفة الحرية، إلى أن مجلس المدينة قام بترحيل ألفي متر مكعب قمامة من جميع أحياء المدينة ونقلها إلى المكب الرئيسي في دير الحجر عن طريق استئجار سيارات قاطرة كبيرة لمدة أسبوع كامل، ثم العمل بشكل يومي لحين استلام شركة« اي كلين» المهمة.
مشروع استبدال خط صرف صحي
وأشار إلى أن مجلس المدينة، وبالتعاون مع منظمة اليونيسف، قام بإنجاز مشروع استبدال خط صرف صحي في السوق الرئيسية لشارع بهمن في السيدة زينب بطول حوالي 900 متر، كما قام بتعزيل الريكارات وصيانتها وتوفير أغطية لها وإنشاء العشرات منها ضمن الحدود المتاحة ، وزراعة 300 شجرة في الشارع الرئيسي للمدينة. كما قام المجلس بمراقبة مخالفات البناء والتعدي على حرمات الطرق والأماكن والممتلكات العامة ومعالجتها وفق الأنظمة والقوانين، وذلك بالتعاون مع ناحية ببيلا.
المدينة تتنفس الصعداء بإزالة 1200 كتلة إسمنتية مقابل المقام
ولفت حاحي أ إلى أن عدد سكان المدينة يبلغ 300 ألف نسمة، و تتبع لها عدة قرى، يقدر عدد سكانها بـ 100 ألف نسمة وهي خربة الورد ونجها والبهدلية ومساكن الشرطة وحوش شعير.
منوهاً بأن لدى مدينة السيدة زينب 35 بئر مياه شرب، منها 13 بئراً تعمل على خط معفي من التقنين،و شبكة مياه الشرب في المدينة هي شبكة حلقية، حيث تضخ جميع الآبار على الشبكة الحلقية وعند توفر الكهرباء تكون حاجة المواطنين من مياه الشرب متوفرة. وأشار إلى أن في المدينة 75 مركز تحويل، جميعها تحتاج لمواد وصيانة.
اقتراح بتنظيم أفضل للمناطق
واقترح رئيس مجلس مدينة السيدة زينب إعادة تنظيم أفضل للمناطق السكنية والتجارية لضمان بنية أكثر استدامة، طالباً التفاعل والمساعدة في هذا المجال من خلال وضع مخطط تنظيمي وسياحي حديث.
وفيما يتعلق بالبسطات والأكشاك والإشغالات اقترح وضع قوانين واضحة لتنظيم البسطات والأسواق بما يحقق التوازن بين مصالح التجار.
وتسهيل إجراء الترخيص
وحول حل مشكلة مخالفات البناء الكبرى التي تعاني منها مدينة السيدة زينب اقترح تسهيل إجراء التراخيص لتشجيع الالتزام بالقوانين بدلاً من اللجوء إلى المخالفات، وخاصة إعداد قوانين لتنظيم تراخيص ضمن الأراضي الزراعية بسبب الحاجة الملحة للسكن، لأن المواطن الذي لا يملك إلا أرضاً زراعية،وهم كثر، سيخالف.
حركة طبيعية
وفي جولة لصحيفة الحرية على المدينة، رصدنا عودة الحياة إلى طبيعتها في الأسواق والأحياء السكنية، حيث عادت حركة الناس وعادت معظم المحال التجارية إلى فتح أبوابها أمام الزبائن، وأُزيلت الحواجز الأمنية التي كانت تفصل بين الأسواق والأحياء السكنية التي عانت الكثير بسبب تدني الخدمات.
-أهالي المدينة يأملون إيلاءها الأهمية التي افتقدتها في زمن النظام البائد
وذكر عضو مجلس المدينة أحمد جابر لصحيفة الحرية أن المدينة كانت منسية، وهي اليوم بحاجة ماسة لمنحها الكثير من الاهتمام، باعتبارها تمتلك مقومات السياحة الدينية الهامة وعدداً كبيراً من الفنادق، ويمكن أن تتبوأ مكانة مرموقة بين الاستثمارات السياحية.
فيما يأمل رشاد العوض مستثمر فندق وسط مدينة السيدة زينب أن يعود الأمن والأمان لسوريا وتعود حركة السياحة الدينية أفضل مما كانت، فاليوم الفنادق في المدينة خاوية من النزلاء الذين كانوا يأتون إلى مقام السيدة من كل أنحاء العالم.
ضرورة توفير الخدمات
مواطنون كثر التقت بهم الصحيفة في شوارع المدينة وأحيائها والتجمعات السكنية، مثل الحجيرة وغيرها، والجميع اتفقوا على ضرورة رفع الغبن الذي كان واقعاً عليهم من قبل النظام البائد وتوفير الخدمات اللازمة، كالمياه والكهرباء والنظافة وتخفيض الأسعار التي تقض مضاجع الأسر الفقيرة.
وفي زيارة مرقد ومقام السيدة زينب الشهير،تم رصد توافد عدد من الزائرين إلى المقام، وإقامة صلواتهم بشكل اعتيادي في المسجد.وأكد زائرون عدم تعرضهم لمضايقات أو إزعاج من أي أحد في المدينة.
فيما لفت مواطنون إلى أن أعداد الزائرين تراجعت كثيراً مقارنة بما كانت عليه في السابق.
بانتظار التعليمات
وأوضح رئيس مجلس المدينة أن المدينة تمتلك / 110/ فنادق، جرى تأهيلها وتجهيزها حسب المواصفات المطلوبة في عالم السياحة، وأن المقام في أيدِ أمينة حريصة كل الحرص على أمنه وسلامته وتقديم كافة التسهيلات اللازمة للزائرين، وأن السياحة الدينية التي عرفت بها مدينة السيدة زينب غير مفعلة حالياً و بانتظار التعليمات الصادرة عن الجهات المعنية التي تتابع هذا الأمر باهتمام بالغ.