الحفاظ على المرافق العامة

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- علام العبد:
كثير منا باتوا يلاحظون اليوم تدهور الواقع الحالي للمرافق العامة في معظم المدن السورية، والكل في هذه المدينة أو تلك أخذوا يتقاذفون التهم ويلقون اللوم على بعضهم البعض، ويتهربون من تحمل المسؤولية تجاه ذلك، لاسيما أن هذه المرافق العامة تسببت في هدر كبير للمال العام وتشويه حضاري. وبعبارة أدق المرافق العامة اليوم حالتها “مزرية” والسبب: النظام البائد كان لا يتابع.. ومتعهد لا يهتم.. ومواطن يعاني كثيراً ويتقلب على جمر المعاناة، فلا يدري على أي جانبيه يميل.
إن عدم الشعور بتحمل المسؤولية من أشد أعداء البناء، قطار يرجم بالحجارة، صراف آلي معطل كلف ملايين الليرات، ومصعد تعطلت أزراره، وشبكة الكهرباء وخطوط الهاتف تلعب فيها الرياح كما تشتهي وتزيد من عقدها عقداً، وحديقة عامة يعبث بالبنية التحتية فيها ما يجعلها في وضع يرثى له..
وغير ذلك الكثير من المرافق العامة التي يتم العبث فيها من دون اكتراث، وقد كلفت تلك المرافق الدولة عبر مفاصلها الحكومية الكثير من الأموال من أجل توفيرها، لا تقل أهمية عن واجباتنا كمواطنين بالحفاظ عليها.
من المحزن والمخيب للآمال أن نرى مرافق عامة مجانية تتعرض للسرقة وتخريب محتوياتها، من ضعاف النفوس الذين يفتقدون حس المسؤولية تجاه الصالح العام، الأمر الذي يعكس تدهوراً في ثقافة احترام الممتلكات العامة والمشاركة في الحفاظ عليها.
كيف لنا أن نطالب بتطوير مدننا وتحسين جودة الحياة إذا لم نتحمل جميعاً المسؤولية في حماية ما هو مشترك؟
بإيجاز.. إن تشعل شمعة أفضل من أن تلعن الظلام، وأن الحفاظ على المرافق العامة دليل على الوعي الحضاري للمواطن فهي ملك الجميع والمحافظة عليها من أجل مجتمعنا وأجيالنا القادمة، فكل تخريب يضر بنا جميعاً.. فهي أمانة في أيدينا، وكل تصرف مسؤول يعكس مدى احترامنا لموارد وطننا وحبنا لمستقبل أفضل..

Leave a Comment
آخر الأخبار