الحرية – ممدوح عوض:
استقبل المواطنون السوريون خبر تشكيل الحكومة السورية الجديدة بكل ترحاب وابتهاج مساء أول أمس، متمنين لها النجاح والتوفيق في أعمالها في مرحلة مهمة ومفصلية من تاريخ سوريا الحديث بعد مخاض طويل وعسير من الفساد والمحسوبيات والمعاناة والتسلط من قبل النظام البائد .
صحيفة الحرية التقت عدداً من الشخصيات الأكاديمية في محافظة القنيطرة، حيث أبدى الخبير الاقتصادي وعميد كلية الاقتصاد الثالثة بالقنيطرة الدكتور أديب صقر ارتياحه لتشكيل الحكومة الجديدة، وخاصة الأشخاص الذين تقلدوا المناصب الوزارية، واصفاً الحكومة الجديدة بحكومة تكنوقراط وكفاءات وشمولها مكونات المجتمع السوري كافة .
وأشار إلى أن أمام الحكومة الجديدة مهامَّ كبيرة وجسيمة نتيجة أخطاء وكوارث سياسات حكومات الاستبداد السابقة، و عليها معالجة ملفات عدة بالسرعة الكلية، من حيث القضاء على المحسوبيات والفساد المستشري في المؤسسات والإدارات الحكومية وتصحيح سلم الرواتب والأجور للعاملين في الدولة بشكل فوري، والذي يعد من أدنى الرواتب على مستوى العالم، ومعالجة قضايا البطالة والإقلاع بعملية الإنتاج.
ونوه صقر بضرورة تعديل قانون الضرائب والجباية وتحقيق العدالة بذالك، موضحاً أنّ العاملين في الدولة وعلى ضعف رواتبهم يدفعون ضريبة أكبر بكثير من أصحاب بعض الفعاليات الاقتصادية والإنتاجية، فهذا يشكل خللاً بنيوياً في بنية الاقتصاد السوري، ومن بين مهام الحكومة الجديدة أيضاً إعادة بناء ما دمرته الحرب الظالمة من قبل النظام البائد على الشعب السوري، متمنياً للحكومة الجديدة النجاح في مهامها الكبيرة بعد نيلها ثقة القيادة، وعلى رأسها السيد الرئيس أحمد الشرع .
من جانبه، عميد كلية التربية الرابعة في القنيطرة الدكتور حوران سليمان تحدث بأن أمام الحكومة الجديدة مهامَّ جساماً في عملية إعادة ترميم الفجوة التربوية والتعليمية في مدارسنا وجامعاتنا التي تهالكت حتى أصبحت بلا قيمة علمية حقيقية ومن دون نتاج علمي صحيح وسليم، مشيراً إلى أن الحكومة الجديدة تتمتع بالثقة الجماهيرية والشعبية، وبالتالي ثقة القيادة السياسية، لكونها حكومة كفاءات وخبرات علمية مميزة، وأن الأشخاص الذين نالوا ثقة القيادة هم على قدر من الأهلية والمسؤولية والسمعة الطيبة والنزيهة.
وأضاف سليمان: إن ما نرجوه من الحكومة الجديدة أن تأخذ بعين الاعتبار وبشكل فوري تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطن السوري بعد معاناة طويلة من الفقر والعوز، وسد الفجوة الحالية في رواتب الموظفين في الدولة والقضاء على البطالة من خلال إيجاد فرص عمل من خلال طرق إبداعية وحلول من خارج الصندوق والاهتمام الكبير بالعملية التربوية والتعليمية بعد ماعانته خلال العقود الأخيرة من إهمال وتردٍّ في المدارس والجامعات .