الحرية- ميليا اسبر:
نشّطت الحوالات المالية الخارجية التي تصل إلى السوريين حركة السوق المحلية قبيل عيد الفطر ولو بنسبة بسيطة، وكما هو معروف أن معظم المواطنين يعيشون حالياً ظروفاً اقتصادية صعبة، لذلك كانت الحوالات بمثابة إنقاذ لهم، يستطيعون من خلالها شراء مستلزمات عيد الفطر ولو بالحدود الدنيا.
صحيفة الحريّة استطلعت آراء بعض المواطنين ممن وصلتهم حوالات مالية من أقاربهم في الخارج، وكيف ساعدتهم بشراء مستلزمات العيد.
مهند حسن بين لصحيفة الحرية أن الحوالة التي وصلته من أخيه في الخارج ساهمت بشكل كبير في شراء حاجات العيد لعائلته من حلويات، ثياب العيد للأطفال.. وغيرها من مظاهر الاحتفال بالعيد.
وأضاف: لولا ذلك لمر العيد مرور الكرام من دون أن نشعر به، منوهاً بأن معظم المواطنين يعيشون ضغوطات اقتصادية صعبة، وخاصة أن الكثير منهم فقد وظيفته أو عمله الخاص.
بدورها أشارت ندى السقا إلى أنّ المنحة المالية التي صدرت مؤخراً، إضافة إلى الحوالة المالية التي أرسلتها أختها من السعودية أنعشتا وضعها المادي، وخاصة بالنسبة لتأمين احتياجات أطفالها الأربعة مع حلول عيد الفطر السعيد، ولاسيما أنّ حركة البلد شبه متوقفة، وأن زوجها كان قد فقد عمله الخاص منذ سقوط النظام البائد لأسباب كثيرة.
إحدى شركات الحوالات المالية في منطقة صحنايا أكدت لصحيفة الحرية عبر أحد مديريها أنه منذ أسبوع وحتى تاريخه تضاعفت الحوالات المالية المرسلة من الخارج للسوريين، منوهة بأن مثل هذا الأمر يحدث دائماً قبل المناسبات والأعياد.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي جمال شعيب أن الحوالات الخارجية التي تصل إلى السوريين من أقربائهم تساعد على تأمين احتياجات الأسرة وتنشيط السوق بسبب توفر السيولة، ولاسيما فيما يتعلق بالمواد الغذائية، لكونها أولوية لدى جميع الأسر، وبعدها يأتي موضوع الألبسة وغيرها من الكماليات.
وأضاف شعيب في تصريح لصحيفة الحرية: إن الحوالات تحرك السوق، لكن ليس بتلك النسبة الكبيرة التي يمكن أن يعول عليها في الاقتصاد، وإنما يعدّ نشاطاً مقبولاً لمناسبة اقتراب عيد الفطر، لافتاً إلى أن السوق سابقاً كانت بحالة شبه جمود، لكن أغلب حركة السوق تتجه نحو المواد الغذائية نتيجة الأوضاع الراهنة في مختلف المحافظات.
ويضيف شعيب: نأمل أن تزداد حركة النشاط التجاري بشكل أكبر، بحيث يصبح هناك انفتاح ومنافسة في الأسواق الخارجية وتعود حركة التجارة إلى ازدهارها كما في السابق، وهذا من شأنه أن يسرع دوران عجلة الاقتصاد المحلي، وتالياً ينعكس على حياة المواطن المعيشية بالدرجة الأولى.