الخطوط الحديدية في طرطوس.. رهان على النقل السككي كخيار إستراتيجي واقتصادي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- سناء عبد الرحمن:
يعد فرع طرطوس للخطوط الحديدية أحد الأعمدة الرئيسة في منظومة النقل السككي في سورية، لما له من دور محوري في ربط المرافئ بالداخل وتأمين حركة المواد الإستراتيجية، في ظل الظروف الاقتصادية والتحديات الخدمية الراهنة.

خدمات حالية

يوضح نضال عبد القادر، معاون مدير فرع طرطوس للخطوط الحديدية، أنّ أبرز الخدمات التي يقدمها الفرع حالياً تتمثل في نقل الفيول من مصفاة بانياس إلى المحطّات الحرارية في حلب وحماة، بالإضافة إلى نقل القمح المستورد عبر مرفأ طرطوس إلى صوامع حمص (الوليد وشنشار)، وصوامع الناصرية والسبينة في دمشق.
ويشكل هذا النشاط عصباً حيوياً يضمن وصول المواد الأساسية إلى وجهتها بكفاءة عالية.

عبد القادر: نعمل على إعادة إحياء شبكة الركاب في معظم المحافظات

خطط مستقبلية

ويُضيف عبد القادر إن الخطط الموضوعة تتجه نحو إعادة تشغيل قطارات الركاب، ولاسيما على خط طرطوس– اللاذقية، وهو ما من شأنه تخفيف الأعباء عن المواطنين وتعزيز دور السكك الحديدية كوسيلة نقل جماعية آمنة.
كما يجري العمل على إعادة تفعيل خط الفوسفات انطلاقاً من مناجم حمص، بعد أن أبدى عدد كبير من المستثمرين اهتماماً بالتعاون مع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في هذا المجال، مؤكداً أنّ المؤسسة جاهزة فنياً ولوجستياً لعملية النقل متى توافرت الظروف والإمكانات.

ضعف الإمكانات

وأشار عبد القادر إلى أن المؤسسة تعمل على إعادة إحياء شبكة الركاب في معظم المحافظات، حيث جرى تشغيل قطار تجريبي بين حلب ودمشق، وتم اعتماد رحلات خاصة لتغطية فعاليات معرض دمشق الدولي. غير أنّ ضعف الإمكانات يشكّل عقبة رئيسة أمام هذا التوجه، إذ تعاني المؤسسة نقصاً كبيراً في قطع التبديل، إضافة إلى عدم توافر العدد الكافي من القاطرات الحديثة (رؤوس القطارات) اللازمة لتسيير الخطوط بانتظام.

الجدوى الاقتصادية

ويرى عبد القادر أنّ النقل السككي يمثل خياراً اقتصادياً إستراتيجياً، فهو قادر على نقل كميات كبيرة من البضائع خلال زمن أقصر وكلفة أقل مقارنة بوسائل النقل الأخرى، فضلاً عن كونه وسيلة آمنة تخفف الضغط على الطرقات وتقلل من استهلاك الوقود، ما يجعله رافداً مهماً للدخل الوطني وعاملاً مساعداً في إنعاش الحركة التجارية.

الوضع الفني للقطارات والخطوط

وعن الواقع الفني، يشير عبد القادر إلى أنّ معظم القاطرات الحالية بحاجة إلى صيانة مستمرة نتيجة تهالكها وتقادمها، حيث يعود جزء كبير منها إلى عقود مضت، ما انعكس على كفاءتها التشغيلية، ويتم حالياً العمل على إعادة إعمارها وإجراء صيانة دورية لحين تأمين قاطرات بديلة أكثر تطوراً.
وينسحب الأمر نفسه على الخطوط الحديدية، إذ تجرى لها صيانة يومية ويتم استبدال الأجزاء المتهالكة بشكل متواصل لضمان استمرار الاستثمار بأفضل صورة ممكنة.

التحديات الراهنة

لا يخفي معاون مدير الفرع أنّ التحديات كبيرة، وفي مقدّمتها الترهل الإداري الذي تعانيه معظم المؤسسات العامة، إضافة إلى تضرر البنية التحتية من مبانٍ ومكاتب وتجهيزات خدمية والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة.
كما يواجه الفرع نقصاً في الآليات وأدوات الصيانة الحديثة، بعد أن تعرض قسم كبير منها للسرقة والتخريب خلال سنوات الأزمة، ويبرز أيضاً العجز في عقود اليد العاملة، وخصوصاً حُراس الممرات وعمال صيانة الخطوط والمفاتيح من الفئات الرابعة والخامسة.
ورغم كل هذه المعوقات، يؤكد عبد القادر أن العمل جار بالتنسيق مع الإدارة العامة للخطوط الحديدية على تجاوز الصعوبات وتعويض النقص بما هو متاح، سعياً لتعزيز مكانة النقل السككي كخيار آمن وفعّال يواكب متطلّبات المرحلة المقبلة ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

Leave a Comment
آخر الأخبار