هل يحل «Chat GPT» محل الصحفي؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا عبد:

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزّأ من تفاصيل حياتنا اليومية، ففي عصر التكنولوجيا المتقدمة الذي نعيشه اليوم، ومع كل علامة استفهام تظهر في عقولنا نسرع لنسأل «Chat GPT» عن إجاباته.

حدود الاستخدام

من الناحية التقنية يبيّن المدرب في تقنية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية السورية للصحافة أحمد حبال رداً على سؤال ما حدود استخدامات «Chat GPT» وأين تقف؟ مبيناً أن السؤال لا يتعلق باستخدام «Chat GPT» كأداة تقنية، بل منظومة أوسع تعيد التعريف بدور الصحفي اليوم من مجرد منتج للمحتوى إلى محلل ومفسر وصاحب قرار مهني.

لا يحل محل الصحفي

وبرأي حبال فإن الذكاء الاصطناعي بما فيه «Chat GPT» لم يأتِ ليحل محل الصحفي، بل ليغيّر طبيعة عمله، ويزيد من أعبائه المتمثلة في الأعمال الروتينية المتكررة، مثل تلخيص البيانات، تصحيح النصوص، اقتراح زوايا، إعادة صياغة، وحتى التحقق الأولي من سياق المعلومات.


ونوه حبال بأنه يبقى للصحفي الدور الأكثر أهمية من اختيار القصص وفهم السياق والتحقق الأخلاقي والميداني.
ومن وجهة نظره، فإن حدود استخدام الذكاء الاصطناعي وتحديداً أدوات الـ «Chat GPT» تستخدم كأداة مساعدة لا كبديل عن الصحفي، ولكن يمكن للصحفي الاستفادة منه في تحليل معلومات كبيرة، تطوير أفكار، تحسين اللغة، إعادة الصياغة.

لا يمكن الاعتماد عليها

وبحسب حبال، فإن الصحفي لا يمكنه الاعتماد عليه كمصدر أو مرجع مستقل، وذلك لأن النماذج اللغوية تنتج أحياناً معلومات غير دقيقة أو واثقة في الشكل لكنها خاطئة بالمضمون، وهذا ما نسميه «الهلوسة»، لذلك تبقى مهارة التحقق الصحفي هي خط الدفاع الأهم في الصحافة، فالقيمة الجوهرية للصحفي تبقى في الميدان، والذكاء الاصطناعي لا يستطيع فعل هذه المقابلات أو الحصول على التصريحات من داخل الميدان، إضافة لبناء العلاقات مع المصادر والوجود في لحظة الحدث وفهم التعقيد الاجتماعي والسياسي في سياقات حساسة «كالواقع السوري»، هذه المنطقة هي منطقة الصحفي الإنسانية التي لا يمكن للآلة الدخول فيها.
فالتطور الذاتي أصبح ضرورة وليس خياراً، والصحفي الذي لا يتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي سيكون خلال سنوات قليلة خارج المنافسة، ليس لأن الآلة أقوى، بل لأن الصحفي الذي يستخدم الآلة سيصبح أسرع وأدق وأكثر قدرة على إدارة المعلومات، فتقنية «Chat GPT» ليس تهديداً لمهنة الصحافة بل تطور طبيعي لأدواتها، وذلك لأن الهيمنة لا تأتي من الآلة بل عن طريق استخدام الصحفي لها، فمن يعرف كيف يطرح السؤال الصحيح ويحلّل المعطيات ويتعامل مع الجمهور بمسؤولية، سيبقى دوره أساسياً مهما تطورت التكنولوجيا، ومن يحصر دوره في نقل المعلومات فقط فهنا تكمن الخطورة بأن هذا الجزء أصبح قابلاً للأتمتة.

Leave a Comment
آخر الأخبار