الرئيس الشرع في الذكرى الأولى للتحرير: سورية الجديدة تولد من رحم التضحيات

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة:

شهد قصر المؤتمرات في دمشق عصر اليوم احتفالية وطنية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا من الاستبداد، حيث ألقى الرئيس أحمد الشرع كلمة مطوّلة أمام حشد جماهيري ورسمي واسع، حيّا فيها أبطال الثورة والشهداء والأمهات اللواتي صبرن على الفقد، مؤكداً أن هذا اليوم يمثل صفحة مشرقة في تاريخ البلاد وبداية عهد جديد من الحرية والكرامة.

استهل الرئيس الشرع كلمته بتوجيه التحية إلى من ضحّوا بدمائهم في سبيل الوطن، وإلى الأمهات اللواتي احتفظن بالأمل رغم الألم، وإلى أبناء الشعب الذين واجهوا سنوات القهر والظلم، وقال: “نبارك لكم جميعاً ذكرى تحرير سوريا من الطغيان والاستبداد وعودة الوطن إلى أهله شامخاً حراً عزيزاً كما كان دوماً.”

وأكد الرئيس أن سوريا، وفي قلبها الشام، استعادت مكانتها بعد عقود من محاولات سلخها عن هويتها وحضارتها، مشدداً على أن هذه الأرض الطاهرة كانت وستبقى منبع الإيمان والعدل والحكمة، وأنها اليوم تعود لتكون محط أنظار العالم ومصدر اعتزاز لأبنائها.

ووصف الرئيس الشرع حقبة النظام البائد بأنها “صفحة سوداء” في تاريخ سوريا، مشيراً إلى أنها انتهت لتشرق أنوار البصيرة والحوار والمحبة. وأعلن عن قطيعة تاريخية مع الاستبداد والطغيان، مؤكداً أن سوريا تدخل فجرها الجديد القائم على العدل والمواطنة والعيش المشترك والإبداع.

كما أوضح الرئيس أن الحكومة وضعت منذ اللحظة الأولى للتحرير رؤية واضحة لسوريا المستقبل، دولة قوية تنتمي إلى ماضيها التليد وتتطلع إلى مستقبلها الواعد، وتعيد تموضعها الطبيعي في محيطها العربي والإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن الدبلوماسية السورية أسهمت في تغيير جذري لصورة البلاد في الخارج، وجعلها شريكاً موثوقاً لدول المنطقة والعالم.

واستعرض الرئيس الشرع أبرز الخطوات الاقتصادية، ومنها عقد شراكات استراتيجية مع دول صديقة في قطاعات الطاقة والموانئ والمطارات والاتصالات، ما أسهم في تعزيز التعافي الاقتصادي وفتح أبواب الاستثمار وخلق فرص العمل، كما أكد على رفع مستوى الدخل تدريجياً وتخفيف المعاناة المعيشية.

وفي الجانب الأمني، أعلن عن دمج القوى العسكرية المختلفة ضمن جيش وطني موحد قائم على المهنية وولاء المؤسسة للوطن، ما عزز الأمن والاستقرار.

كذلك شدد الرئيس على التزام الدولة بمبدأ العدالة الانتقالية لضمان محاسبة من انتهك القانون، والحفاظ على حقوق الضحايا، مؤكداً أن حق الشعب في المعرفة والمساءلة هو أساس بناء الثقة بين المواطن والدولة، كما أعطى قضية المفقودين وأسرهم أولوية قصوى، متعهداً بالبحث عن الحقيقة دون توقف.

وختم الرئيس الشرع كلمته بدعوة الشعب السوري إلى مواصلة مسيرة النصر عبر العمل والاجتهاد، قائلاً: “لقد أثبتم للعالم أن النصر مجرد بداية، فتعالوا بنا جميعاً نكمل الحكاية، لننهض بوطننا الحبيب نحو مصاف الدول المتقدمة.”

وفي كلمة بالمناسبة حيّا محافظ دير الزور غسان السيد أحمد شهداء الثورة والعوائل المُضحية وجميع أبناء المحافظة ، مؤكداً أن ذكرى الثورة هي محطة مهمة في تاريخ سورية ، تعمدت بالدماء الزكية منذ أول رصاصات الثائرين في العام 2011 بوجه الظلم والطغيان ، فكانت طريق النصر ، وهو الطريق الذي سيعيد لسورية وحدتها رافضةً كل مشاريع الانفصال ، لتكون أبداً وطن السوريين جميعاً

كما ألقى عددٌ من قادة الجيش كلمات أكدت عظم المناسبة والسعي لتثبيت أمن واستقرار ديرالزور وسورية ككل ، ولتعود لموقعها الحضاري الذي غيبته عقود الظلم والاستبداد.

Leave a Comment
آخر الأخبار