الرئيس الشرع في زيارة ثانية لتركيا وأولى للإمارات.. ماذا في التوقعات وجدول الأعمال؟

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

حتى يوم أمس كان الحديث المتداول أن الرئيس أحمد الشرع قد يزور السعودية منتصف نيسان ‏الجاري، أي في غضون أسبوع من الآن، ثم جاء بيان وزارة الخارجية مساء أمس ليعلن أن ‏جدول الزيارات الخارجية للرئيس الشرع يتضمن زيارتين الأسبوع المقبل: إلى تركيا أولاً، ‏ومنها إلى الإمارات، لكن هذا لا يعني أن الشرع لن يزور السعودية، فتبعاً للتطورات المتسارعة ‏في سوريا والإقليم لا بد أن يمتد جدول الزيارات، وقد ينتقل الرئيس الشرع من الإمارات إلى ‏السعودية، أو يعود إلى دمشق لفترة أيام قليلة ثم يتوجه إلى السعودية.‏
بيان وزارة الخارجية لم يقدم تفاصيل محددة، بما فيها اليوم المُقرر لتوجه الرئيس الشرع إلى ‏تركيا، أو ما إذا كان هناك زيارة لاحقة للسعودية، لكن المراقبين عندما يتحدثون عن السعودية ‏فهو حديث تستدعيه تطورات قائمة، وأخرى متوقعة بصورة تكاد تكون شبه حتمية، وهي ‏بمجملها تطورات خطيرة (على رأسها الانتهاكات الإسرائيلية وتوسعها في المستوى والجغرافيا ‏السورية) وهذا ما يَفرض وجود تنسيق عربي على أعلى المستويات خصوصاً من الدول العربية ‏المركزية والمؤثرة، وهنا لا بد من الحديث عن السعودية. ‏

هذا إلى جانب تطورات الإقليم (غزة خصوصاً ومآلات الحرب الإسرائيلية عليها) وكلها تنعكس ‏على سوريا بصورة سلبية جداً، مع خشية لدى السوريين عموماً أن تتحول إلى مستوى كارثي ‏في حال صدقت التوقعات حيال وجود تسويات إقليمية، يتم العمل على تمريرها، على حسابهم ‏وبما ينتقص من سيادة بلادهم وأمنها واستقرارها.‏

لا شك أن جدول أعمال الزيارتين متخم بالقضايا، وهي بمجملها كبيرة وحساسة، في مرحلة ‏مفصلية تمر بها سوريا والمنطقة. وعموماً كانت زيارة الرئيس الشرع إلى تركيا متوقعة ‏بصورة كبيرة خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي الواسع على عدة مناطق في سوريا في الـ2 من ‏نيسان الجاري، والذي ربطته إسرائيل بتطور العلاقات السورية التركية إلى مستويات عسكرية ‏تشكل خطورة عليها، لتضع العدوان في إطار رسالة مباشرة مزدوجة لكل من تركيا والقيادة ‏السورية الجديدة. هذه المسألة ستكون على رأس جدول المباحثات لما لها من تداعيات خطيرة ‏على سوريا وتركيا، وعلى مجمل التعاون بينهما في ظل تهديدات إسرائيل وأطماعها ‏ومخططاتها المدعومة أميركياً حيث يأتي اللقاء المقرر اليوم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ‏بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن هذه المخططات والأطماع، في إطار ما ‏يُعلنه نتنياهو بشكل دائم حول استكمال مهمة تغيير وجه الشرق الأوسط.‏

على الأكيد سيكون على جدول المباحثات مجمل قضايا التعاون، خصوصاً الاقتصادية حيث لا ‏تزال العقوبات الغربية قائمة وبما يُعرقل مسار التنمية والإعمار واستعادة الاقتصاد، ويبدو أن ‏المباحثات في هذا الشأن ستأخذ مدىً أوسع وأكثر تأثيراً على الأرض، على اعتبار وجود حكومة ‏سورية جديدة بصورتها الرسمية، وبما يجعل مسارات التنمية تأخذ مساراتها الصحيحة.‏

بعد تركيا يتوجه الرئيس الشرع إلى الإمارات، كما هو مُعلن، وهي زيارة مهمة للغاية، وسبق أن ‏صرح وزير الخارجية أسعد الشيباني أكثر من مرة بأن زيارة الشرع للإمارات ستتم (في أي ‏وقت). وكان الشيباني زار الإمارات عدة مرات خلال الأشهر الأربعة الماضية، ضمن مروحة ‏واسعة من التحركات والنشاطات الدبلوماسية الخارجية، عربياً ودولياً.‏

وتعد زيارة الشرع للإمارات الأولى له (والرابعة عربياً بعد السعودية والأردن ومصر) فيما ‏زيارته إلى تركيا هي الثانية (الأولى كانت في 4 شباط الماضي). ورحبت الإمارات بإعلان ‏تشكيل الحكومة السورية (في 30 آذار الماضي) مؤكدة دعمها لتطلعات الشعب السوري في ‏تحقيق الاستقرار والازدهار. وقالت الخارجية الإماراتية في بيان: إن الإمارات تنظر بثقة إلى ‏أنّ الحكومة الجديدة ستُلبّي متطلبات المرحلة الانتقالية، معربة عن تمنياتها لها بالتوفيق والسداد، ‏وتطلعها إلى تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين ‏الشقيقين.‏

على الأكيد سيكون هناك تقاطع في جدول مباحثات الرئيس الشرع ما بين تركيا والإمارات، ‏وصولاً إلى رؤى ومسارات موحدة، في ظل أن سوريا تحتاج كل دعم عربي وإقليمي في ‏المرحلة الحالية والمقبلة، حيث تتسع وتكبر التحديات والمخاطر.‏

ورغم أن الكثير مما يجري في الغرف المغلقة لن يخرج بالصورة التي ترضي حالة الترقب ‏القائمة والعامة، إلا أنّ الآمال معقودة على مسألة أن تعاظم التحديات والمخاطر ستقود إلى ‏تعاون وتنسيق على المستوى الذاته، كون المنطقة جميعها في التحديات والمخاطر سواء بسواء.

مع ذلك ورغم القليل الذي سيخرج وفق البيانات الرسمية، أو التصريحات، يمكن رسم خطوط ‏عريضة للنتائج، وتالياً توقع ما ستكون عليه تطورات الأيام المقبلة. لكننا دائماً بالعموم نفضل أن ‏نقف عند مسألة عدم استباق الأحداث، وتفضيل الانتظار على قاعدة أن كل التوقعات ‏والتحليلات تفترض جانبي الخطأ والصواب بالمقدار نفسه.. وعليه لننتظر ونرَ.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار