خبير: وجود الرئيس الشرع في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار لم يكن مجرّد مشاركة بروتوكولية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- آلاء هشام عقدة:

تكتسب مشاركة الرئيس أحمد الشرع في منتدى الاستثمار في العاصمة السعودية الرياض وكلمته، أهمية بالغة، فلا شك في أن المملكة تسهم في دمج سوريا ضمن خارطة الاستثمار العالمي، وتمنحها فرصة كبيرة في كافة القطاعات، ولاسيما من خلال مشاركة الرئيس الشرع بجلسة خاصة عن الأوضاع الاقتصادية في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.
أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية الدكتور ذو الفقار عبود، أوضح لـ” الحرية” أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار لم تكن مجرّد مشاركة بروتوكولية، بل حملت هذه المشاركة ومن خلال الكلمة التي ألقاها في المنتدى، ملامح خارطة طريق واضحة المعالم، تعيد تموضع سوريا الجديدة كقوة واعدة لا كدولة خارجة من حرب طاحنة فقط.

من دولة الأزمات إلى محور الاستقرار والاستثمار والبناء

وأضاف عبود لقد حملت كلمة الرئيس فلسفةً خاصة بالدولة السورية في ما يتعلق بملفات التنمية والاستثمار والعلاقات الإقليمية والدولية، بالارتكاز إلى طموح سياسي واقتصادي يرمي إلى تحويل سوريا من دولة توصف بأنها دولة الأزمات إلى دولة هي محور الاستقرار والاستثمار والبناء والتطوير، والعالم جرب فشل سوريا وهو ما تسبب في مخاطر إستراتيجية، لذلك بات الجميع يعلم تداعيات اضطراب سوريا ومخاطر ذلك على المنطقة بأكملها.

أهمية التشبيك مع السعودية

وأضاف عبود بأن الرئيس أحمد الشرع بيّن محورية الدور السعودي في قيادة مستقبل المنطقة، من خلال رؤيتها الخاصة للتنمية، وبالتالي من هنا تنبع أهمية التشبيك مع المملكة العربية السعودية في إدارة ملفات التكامل الاستثماري، فالمملكة ليست فقط دولة داعمة لسوريا، بل هي شريك في تصميم الرؤى، والتخطيط للمستقبل، وهي تمتلك رؤية إقليمية للتنمية تتجاوز الحدود الجغرافية، نحو بناء اقتصاد ذكي ومتكامل يتشابك في دول المنطقة العربية، منوها بأن التجربة السعودية فريدة في المنطقة، والرؤية التي طرحها ولي العهد السعودي تشمل المنطقة ككل.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أنّ النقطة الثانية العامة في حديث الرئيس أحمد الشرع، تتعلق بضرورة بناء اقتصاد وطني سوري يعتمد على الإنتاج والاستثمار بدلاً من الاعتماد على طلب المساعدات الخارجية، فالمعونات لا تبني دولاً، بل تنشئ أجيالاً تعتاد على الاتكالية، وبالتالي هي تشوّه هيكل الاقتصاد الوطني وتعرقل الإنتاج المحلي، بينما يضمن الاستثمار استقلال القرار الاقتصادي، ويوجد بيئة تنموية طويلة الأمد، ومن هنا جاء تأكيد الرئيس الشرع على أن سوريا لن تكون عبئاً على أي طرف، وأنها دولة تملك من الموارد البشرية والاقتصادية ما يمكّنها من النهوض بالاعتماد على الذات. وقال الرئيس: هناك حجم طلب كبير في السوق العقارية بسوريا ودول خليجية وإقليمية تريد الاستثمار لدينا.

من جانب آخر، أردف عبود، أعاد الرئيس وصف سوريا ببوابة الشرق، وهذا له دلالاته الجيوسياسية، فسوريا بموقعها الجغرافي هي ممر رئيسي لسلاسل الإمداد اللازمة للإنتاج ما بين قارتي آسيا وأوروبا، وهي ممر آمن ومستقر لتقديم الخدمات اللوجستية المتطورة وتحقيق أمن الاقتصاد العالمي.
ولم يفت الرئيس الشرع أن يراهن على الشعب السوري وعلى دوره في البناء والإنتاج، فالشعب السوري من أعرق شعوب المنطقة ومن أكثرها مساهمةً في بناء الحضارة الإنسانية.

سوريا الجديدة لا تبحث عن المساعدات بل عن فرص بناء المستقبل
وأضاف الدكتور عبود: يمكن القول إنّ الرئيس الشرع يبحث عن تمكين الدولة السورية بالاعتماد على إمكاناتها الذاتية الغنية، وعن تحويل آثار الحرب إلى فرص استثمارية للبناء والإنتاج، فالشعب السوري قادر على بناء بلده بأدوات اقتصادية واجتماعية وثقافية عريقة، وسوريا الجديدة لا تبحث عن المساعدات بل عن فرص بناء المستقبل، وبوابة نهوضها من جديد ستكون من خلال التكامل مع المملكة العربية السعودية ودول أخرى، ونحن نتحدث مع كافة دول الخليج والأردن وتركيا بخصوص الاستثمارات، والتنمية الاقتصادية أصبحت الركيزة الأساسية للأمن القومي، بحيث تتحول سوريا من ساحة صراع إلى مركز اقتصادي وحاضنة كبيرة للاستثمار والإبداع والابتكار والنمو الاقتصادي المستدام.

Leave a Comment
آخر الأخبار