الرئيس الشرع لـ«واشنطن بوست»: شراكة متوازنة مع واشنطن وتمسك بسيادة سوريا على الجنوب

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية:

أكد الرئيس أحمد الشرع أن زيارته إلى الولايات المتحدة ولقاءه الرئيس دونالد ترامب وأعضاء في الكونغرس تهدف إلى بناء علاقات شراكة قوية بين دمشق وواشنطن، مشيراً إلى أن المحادثات تناولت رفع العقوبات عن سوريا، وحققت نتائج جيدة.
وأوضح الرئيس الشرع في حديث لصحيفة «واشنطن بوست» أن اعتداءات إسرائيل لا تنبع من مخاوفها الأمنية، بل من طموحاتها التوسعية، مشدداً على أن الجنوب أرض سورية، وأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في الثامن من كانون الأول الماضي.

العلاقات مع واشنطن وملف العقوبات
وأوضح الرئيس الشرع، أن «الهدف الأهم من الزيارة هو البدء ببناء العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة، لأنها لم تكن جيدة على الإطلاق خلال العقود الماضية، وأضاف: «إن استقرار سوريا سيؤثر على المنطقة بأسرها، والاستقرار مرتبط بالاقتصاد والتنمية وبالتالي برفع العقوبات».
كما تطرق الرئيس إلى قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس والمفقودين، موضحاً أن سوريا شكّلت لجنة خاصة للتنسيق مع السلطات الأمريكية، وأنه التقى بعائلات بعض المفقودين.

المرحلة الانتقالية وإعادة بناء الدولة

كذلك أوضح الرئيس الشرع أن سوريا خرجت لتوها من حرب ضروس، وكانت تعيش في ظل ديكتاتورية استمرت 60 عاماً، وهي الآن تمر بمرحلة انتقالية لإعادة بناء الدولة والقانون. وأشار إلى أن بعض الجماعات تسعى للحكم الذاتي مستخدمةً الطائفة أو العقيدة كغطاء، لكنه شدد على أن سوريا بلد متنوع يعيش فيه الناس بتعايش منذ أكثر من 1400 عام.
كما أكد أن سوريا خاضت حرباً ضد تنظيم داعش لعشر سنوات دون تنسيق مع أي قوة غربية، وأن تقسيم البلاد أو وجود قوات خارج سيطرة الدولة يمثل بيئة مثالية لعودة التنظيم. وفيما يتعلق بالاتفاق مع «قسد»، رأى أن الحل الأمثل هو دمج قواتها ضمن أجهزة الأمن الحكومية بإشراف أمريكي.

الاعتداءات الإسرائيلية والعلاقة مع روسيا

وحول الاعتداءات الإسرائيلية قال الرئيس الشرع إن «إسرائيل» شنت أكثر من ألف غارة جوية منذ الثامن من كانون الأول، شملت قصف القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، لكنه أكد أن سوريا لم ترد لأنها تركز على إعادة الإعمار، مشدداً على أن اعتداءات «إسرائيل» نابعة من طموحات توسعية، وأن أي اتفاق أمني يتطلب انسحابها من الأراضي المحتلة.
كما أوضح أن الولايات المتحدة تشارك في المفاوضات، وأن الرئيس ترامب أبدى دعماً لوجهة نظر دمشق. وبشأن الجنوب، أكد الشرع أن الأرض سورية ولا يمكن المساومة عليها، محذراً من أن إسرائيل قد تواصل التوسع بذريعة حماية نفسها.
أما عن العلاقة مع روسيا، فأشار إلى أن سوريا خاضت حرباً قاسية معها لعشر سنوات، لكنها بحاجة إلى روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن، مؤكداً وجود مصالح استراتيجية مشتركة، مع الإشارة إلى أن قضية بشار الأسد ما زالت تشكل إشكالية في العلاقة الثنائية.

Leave a Comment
آخر الأخبار