الرئيس الشرع والمشاركة في القمة العربية الطارئة.. السوريون يترقبونها وعينهم على مصر

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– مها سلطان:

على مسافة أسبوع من القمة العربية الطارئة، ما زال من غير الممكن وضع توقعات واضحة، حتى فيما يخص التفاؤل أو التشاؤم حيال ما ستنتهي إليه، وهي التي تعد القمة الأهم وسط تحديات هائلة تفرضها تطورات المنطقة العربية. ويبدو أن القمة ستعقد في موعدها المحدد في 4 آذار المقبل في العاصمة المصرية القاهرة، بعد تأجيلها لاستكمال الترتيبات والتحضيرات، حيث كانت مقررة 27 شباط الجاري.
بالأمس، استحوذ خبر الدعوة الرسمية التي تلقاها السيد الرئيس أحمد الشرع من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في القمة، على مجمل التركيز، وبما ضاعف من عدد وحجم الأسئلة المتعلقة بهذه القمة، حيث تشكل مشاركة الرئيس الشرع، حدثاً بارزاً إلى جانب الملف الرئيسي الذي تبحثه القمة وهو قطاع غزة ومستقبله.
بالنسبة للسوريين، فإن الحدث حدثان، الأول المشاركة (بانتظار تأكيدها رسمياً). الثاني هو زيارة مصر (وإن كان الحدث الأساسي هو المشاركة). ورغم إنهم يترقبون عملياً كل ما هو متعلق بقطاع غزة، وسيتابعون هذه القمة الطارئة بالترقب نفسه، وبتطلعات للخروج بما يحمي القطاع وأهله، فإنهم بالمقابل يتابعون باهتمام بالغ كل ما يتعلق بمشاركة رئيسهم في هذه القمة، ويرون في المشاركة وفي الزيارة، حدثين مهمين، على صعيد تعافي العلاقات السورية العربية بشكل عام، وتمتين العلاقات السورية المصرية بشكل خاص.

أسبوع واحد قبل القمة العربية الطارئة.. دعوة رسمية لسوريا.. والسوريون يترقبون مشاركة الرئيس الشرع

صحيح أن القمة العربية الطارئة تركز على غزة كملف رئيسي، إلا أن سوريا ستكون حاضرة بصورة مركزية أيضاً، ليس بالضرورة في الجلسات الرئيسية، وحسب المراقبين فإن الرئيس الشرع سيستحوذ على مروحة واسعة من اللقاءات المهمة، على رأسها لقاء بينه وبين الرئيس السيسي، وهو متوقع بصورة شبه مؤكدة، وعلى فرض أن أغلب المشاركات ستكون بمستوى رؤساء، ورؤساء حكومات، فإن اللقاءات ستكون على المستوى الأول.
ويشير مراقبون في هذا الإطار إلى لقاء مهم جمع وزير الخارجية أسعد الشيباني مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في العاصمة التركية أنقرة، الشهر الماضي، والذي تناول مجمل القضايا الرئيسية التي تهم البلدين، سوريا ومصر.
كما يشيرون إلى برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس السيسي للرئيس الشرع لمناسبة توليه الرئاسة، متمنياً له النجاح «في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار».
أيضاً يتم التركيز على الحضور السوري فيما يخص قطاع غزة، وكان الرئيس الشرع أعلن رفضه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القائمة على تهجير أهله، وتوزيعهم على مصر والأردن (ودول أخرى).. مطالباً الدول العربية بوضع خطة بديلة أفضل، مقابل رفضها لخطته.
ورغم إن ترامب أبدى تراجعاً في الأيام الماضية، مشيراً إلى أنه لن يفرض خطته، وإنما يوصي بها، وأن الهدف منها هو حث الجانب العربي على التفكير بحلول قابلة للتطبيق في قطاع غزة، ولمصلحة الشعب الفلسطيني بشكل عام.. إلا أن التسريبات ما زالت تؤكد أن ترامب لم يتخلَّ عن خطته، وأنها لا تزال قائمة بصورة غير معلنة، وتالياً ما زالت الضغوط الأميركية كبيرة، خصوصاً على الطرفين المعنيين، مصر والأردن.
ويتوقع – على نطاق واسع – أن تخرج القمة الطارئة بموقف عملي ما، مدعومة باجتماع عربي مصغر «أخوي» غير رسمي، استضافته العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة الماضي، ويبدو أن هذا الاجتماع كان له دور مهم في تثبيت موعد القمة في 4 آذار المقبل.

Leave a Comment
آخر الأخبار