الحرية – نهلة أبوتك:
يشهد سوق الأدوية والمكملات الغذائية إقبالاً متزايداً من فئة الشباب، مدفوعاً برغبة محمومة في الوصول إلى الجسد المثالي بأسرع الطرق، وبين حبوب التنحيف والتسمين والمكملات التي تُروَّج على أنها طبيعية وآمنة، يقع كثيرون في فخ الوهم، ويتعرضون لمخاطر صحية جسيمة قد تُهدد حياتهم.
مخاطر مخفية تحت عباءة الحلول السريعة
تُستخدم حبوب التنحيف على نطاق واسع كوسيلة سريعة لإنقاص الوزن، لكنها في الواقع تعتمد على آليات غير صحية، مثل إدرار البول أو تسريع حركة الأمعاء، ما يؤدي إلى فقدان مؤقت للسوائل وليس الدهون، هذا النوع من التلاعب بوزن الجسم يؤدي إلى نتائج غير مستدامة، وغالباً ما يعقبه استرجاع سريع للوزن المفقود، مصحوباً باضطرابات في الشهية والمزاج، وأحياناً في التوازن الهرموني.
وتقول خبيرة التغذية الدكتورة حلا خليل في حديثها لـ”الحرية” إن الخطر لا يقتصر على حبوب التنحيف فقط، بل يشمل أيضاً حبوب التسمين التي تُسوَّق تحت شعارات جذابة مثل مكملات طبيعية أو فاتحات شهية، لكنها في الواقع كثيراً ما تحتوي على مواد هرمونية أو مركبات تؤدي إلى احتباس السوائل وتراكم الدهون الضارة، خاصة في منطقتي البطن والكبد.
الرشاقة.. كابوس دوائي صامت يهدد الشباب
وتُضيف:
تتسبب هذه المنتجات أيضاً بآثار جانبية متعددة، من بينها اضطرابات في البشرة، تساقط الشعر، خلل في الدورة الشهرية، وارتفاع في مستويات السكر والدهون في الدم.
الشراء العشوائي… خطرٌ أكبر
تشدد الدكتورة حلا على خطورة الاستخدام العشوائي لهذه المكملات والأدوية، موضحة أن العديد من الشباب يتناولونها دون أي إشراف طبي، وغالباً دون حاجة فعلية لها.
لا توجد حبوب سحرية لتغيير شكل الجسم بشكل سريع وآمن، الحلول الحقيقية تأتي من الداخل، من نمط حياة صحي ومتوازن، وليس من كبسولات مجهولة المصدر.
وتضيف:
الخطورة لا تكمن فقط في تركيبة هذه المنتجات، بل في طريقة الحصول عليها، كثير من الشباب يشترونها عبر الإنترنت أو من صفحات ترويجية على وسائل التواصل دون التأكد من مكوناتها أو مصدرها، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للصحة.
وتحذر من أن بعض هذه المنتجات تحتوي على منشطات أو هرمونات قد تؤثر سلباً على الكبد والكلى والجهاز العصبي، إلى جانب آثارها النفسية والجسدية طويلة المدى.
دعوة للتوعية والرقابة
تؤكد د.حلا خليل أهمية رفع مستوى الوعي بخطورة هذه المنتجات، خاصة في ظل تصاعد الإعلانات المضللة التي تستهدف الفئات الشابة، كما تدعو إلى تشديد الرقابة على البيع الإلكتروني لهذه الأصناف، والتي باتت تُروّج بكثافة دون حسيب أو رقيب، مستغلة طموحات الشباب في التغيير السريع، ومتجاهلة العواقب الصحية الوخيمة التي قد تنجم عنها.
الطريق إلى صحة حقيقية..
يبقى الطريق إلى صحة مستدامة وجسد متوازن مرهوناً بالوعي، لا بالحلول السريعة الزائفة، فالجسم السليم لا يُبنى بالمكملات مجهولة المصدر، بل بنمط حياة صحي، وتغذية سليمة، ونشاط بدني منتظم تحت إشراف متخصصين، فالصحة هي الأصل.. فلا تساوم عليها من أجل حلم مزيف.