الحرية – عمار الصبح:
خيمت الأرقام التي سجلتها أسعار الذهب مؤخراً على عمليات البيع والشراء في محافظة درعا، حيث عادت الأسواق لتشهد حالة من الركود في وقت كان يتطلع فيه أصحاب محال الصاغة إلى انتعاشٍ في الحركة بالتزامن مع المناسبات الاجتماعية ومواسم الأعراس والتي عادة ما كان ينظر إليها كمحرك رئيسي لأسواق الذهب.
وكشف أحد أصحاب محال الصاغة في مدينة الصنمين أن حركة البيع بدأت بالتراجع منذ ما يقارب الشهر، حين بدأت الأسعار بالارتفاع بشكل تدريجي لتصل اليوم إلى مستوى قياسي، لافتاً إلى أن التراجع في الطلب على المعدن النفيس في مثل هذا الوقت من العام، والذي يتزامن مع انطلاق مواسم الأعراس، يعد مؤشراً سيئاً حسب وصفه، إذ غالباً ما كانت تشهد هذه المناسبات إقبالاً على الذهب بغرض الزينة أو الادخار.
“تقديم الذهب في مناسبات الزواج يتراجع إلى حدوده الدنيا ولكنه يعود من بوابة مؤخر الصداق”
وأشار صاحب المحل إلى أن الطلب على الذهب في مناسبات الزواج بات يشهد انخفاضاً عاماً بعد آخر، كما تراجع الطلب على ذهب الزينة إلى حدوده الدنيا، واقتصر فقط على بعض قطع من المشغولات البسيطة ووصل الأمر إلى اقتناء خاتم فقط بوزن أربعة غرامات، في حين كانت تصل فاتورة المقبلين على الزواج سابقاً إلى أكثر من ٢٠ غراماً، لافتاً إلى أن اقتناء الذهب بقصد الادخار يقتصر فقط على المقتدرين مادياً وممن لديهم فائضٌ في السيولة.
وسجلت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعاً ملحوظاً يوم أمس الثلاثاء، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 مليوناً و١٥٤ آلاف ليرة سورية للمبيع، وسعر الشراء منه مليون و١٤٠ ألف ليرة، بينما بلغ الغرام عيار 18 سعر مبيع ٩٩٠ ألف ليرة، وسعر الشراء منه ٩٧٠ ألف ليرة، كما وصل سعر ليرة الذهب السورية والإنكليزية مع أجرة الصياغة (وزن ليرة الذهب 8 غرامات عيار 21) مع أجره الصياغة ٩ ملايين و٥٠٠ ألف ليرة.
وأرجع عدد من محلات الصاغة الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب إلى ارتفاعه عالمياً، إذ تخطى سعر الأونصة مؤخراً حاجز ٣٣٣٨ دولاراً، بعد أن كانت في بداية آذار الماضي دون ٢٨٦٠ دولاراً، وقد سجلت الأسعار في السوق المحلية حينها انخفاضاً واضحاً، حيث بلغ سعر غرام الذهب “عيار ٢١” ٧٩٥ ألف ليرة سورية.
وعلى وقع الأسعار الجديدة للذهب تشهد المناسبات الاجتماعية وفي مقدمتها الزواج تغيراً في الأولويات، إذ بات الذهب يشكّل عبئاً ثقيلاً ومرهقاً مادياً، الأمر الذي دفع للخروج بمناشدات أهلية للمطالبة بإلغائه مؤقتاً كشرط لازم لإتمام الخطوبة والزواج لعدم القدرة على اقتنائه وتقديمه.
وأشار المحامي زكريا الهلال إلى أن الذهب وإن غاب عن مراسم الزواج أو حضر على استحياء، إلى أنه عاد من بوابة مؤخر الصداق والذي أصبح يتم تحديده بالذهب، حيث يتفاوت بين منطقة وأخرى ليتراوح بين ١٠ إلى ٥٠ غراماً، فيما يفضل البعض أن يكون المؤخر بالليرات الذهبية، مبيناً أن هذه الفكرة شهدت رواجاً في كثير من مناطق المحافظة حفاظاً على حقوق الزوجة بعد ما حصل من معدلات تضخم عالية، إضافة إلى كبح جماح ظاهرة الطلاق التي تزايدت معدلاتها في الفترة الأخيرة.