الحرية- وليد الزعبي:
ليس بجديد أن يصطحب الفلاح والراعي والسائق على الخطوط الخارجية معه الزاد الذي يلبي حاجته للطعام والشراب، حيث يقضي كل منهم معظم أوقات عمله في أماكن غير متاح له أن يشتري منها قوت يومه، لكن الجديد أن الحالة أخذت تتسع كثيراً وتشمل آخرين لأسباب مغايرة.
من الملاحظ مؤخراً أن غالبية طلاب الجامعة والموظفين أصبحوا لا يخرجون إلا والزاد رفيقهم، لكن ليس لعدم توفره للشراء في مواقع دوامهم، بل لأن الظروف المادية لا تسعفهم في أن يشتروا طعاماً أو شراباً من السوق أو من (بوفيه) الجامعة أو المديرية لارتفاع ثمنه قياساً لدخلهم.
ويعتبر كثيرون الحالة إيجابية جداً، حيث لا يبقى الإنسان طيلة دوامه بلا طعام، إذ إنه قد لا يلحق في الصباح تناول وجبة الإفطار، والزاد من سندويشة لبن أو زعتر وغيرهما تمده بالطاقة التي يحتاجها كيلا يضعف أداؤه في حال نال منه الجوع، حتى أن حالة اصطحاب الطلاب لحافظة تحتوي الشراب الساخن من القهوة وغيرها باتت دارجة.
ومن جهة أخرى فالزاد القادم من المنزل هو صحي أيضاً، ويفضله البعض على سندويشات المطاعم، التي قد تستخدم زيوتاً في قلي الفلافل أو البطاطا لمدة طويلة، وكلما قلَّ تضاف له كمية جديدة من دون أن يتم تغييره فيصبح غير مأمون الجانب ويبدد المذاق المرغوب.
كما أن وجبات مثل الشاورما تضيف لها بعض المطاعم دهوناً مثل جلد رقبة الدجاج، وهي غير ملائمة صحياً لمن يتحاشون الشحوم والكوليسترول لأضرارها المتعددة، وهو بالمناسبة أمر يدعو جهات الشؤون الصحية في الوحدات الإدارية إلى التنبه وتفعيل جولاتها الرقابية على المطاعم لضبط مثل تلك المخالفات وردعها.
ما نتمناه في هذا الوارد، ألا يقتصر الزاد الذي يصطحبه المرء إلى عمله على الطعام فقط، بل أن يشمل زاد التفاني في العمل وحسن الأداء وطيب التعامل مع المراجعين، وتلافي أي حالات من الروتين أو التعطيل المتعمد.
والمهم أيضاً امتلاك زاد النزاهة وتجنب حالات ابتزاز المواطنين، ولا شك في أن زيادة الرواتب بنسبة ٢٠٠٪ في عهد الإدارة الجديدة لسوريا، والتي لا مثيل لها من قبل، هي ركيزة مهمة على طريق تحسين الواقع المعيشي لأصحاب الدخل المحدود، وأحد العوامل المهمة في سبيل تحييد الفساد وفي النهوض بمستوى الأداء.