الحرية – محمد زكريا:
لم تخرج زيارة وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر إلى المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” عن الإطار التعارفي، ولا سيما أنه اللقاء الأول ما بين الطرفين بعد التحرير، حيث بحث الجانبان سُبل تعزيز وتنسيق التعاون المشترك لمواجهة التحديات الزراعية والآثار السلبية للتغيرات المناخية، وإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق التنمية المستدامة في سوريا والدول العربية.
ولعل اللافت في الزيارة هو الحضور الكبير لمديري الوزارة، حيث تجاوز عددهم 40 مديراً، جلّهم من المديرين العامين، والبعض الآخر من المديرين المركزيين، وعلى هامش الزيارة تم عرض فيلم وثائقي لخص أعمال ونشاطات منظمة المركز العربي “أكساد”منذ عام 1968 ولغاية تاريخه، والتي يمكن القول فيها أنها مقصد الباحثين وبيت الخبرة العربي.
كما تضمن الفيلم بعض الأعمال التي نفذتها “أكساد” في بعض الدول العربية، والمتخصصة في النظم الزراعية والنظم الغذائية وفي الموارد المائية.
وبيّن الفيلم آلية العمل والاختصاصات الموجودة في المركز، إضافة إلى عرض لأعمال المديريات التابعة له، ولاسيما أن “أكساد” تبذل كامل جهودها في تحديث وتطوير الخارطة التفاعلية والتي تحتوي على كل الموارد الطبيعية والموارد الزراعية.
الوزير بدر أشاد بالدور المهم الذي تلعبه منظمة “أكساد” في خدمة الزراعة العربية كبيت خبرةٍ عربيٍ متقدم، من خلال تقديم العديد من الأبحاث والدراسات العلمية والتقنية التي ساهمت في إيجاد الحلول للتحديات القائمة.
ركيزة استراتيجية
ولفت إلى أن وزارة الزراعة في سوريا إذ تسعى للتغلب على المشكلات الزراعية والبيئية والمناخية القائمة والتأثير السلبي الشديد والمتدهور للموارد الطبيعية، والعمل على استثمارها بالشكل الأمثل، فإن تعاونها مع المركز العربي “أكساد” يمثل ركيزةً استراتيجيةً هامة لتحقيق رؤية سورية في بناء قطاع زراعي مُستدام، قادرٍ على مواجهة التحديات وتعزيز الأمن الغذائي، والمساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك.
التشاركية في عدد من المشاريع
وبين بدر في تصريح لصحيفة الحرية أن الوزارة تعمل على نهج التشاركية مع “أكساد” في العديد من المشاريع، والتي يمكن عرضها في أوقات تناسب الطرفين، والمهم أن الأبواب مفتوحة بين الطرفين، وبالتالي سيتم الاستفادة من الخبراء لدى كل واحد منهما. موضحاً ضرورة بناء علاقة سليمة وإيجابية ما بين الوزارة والمركز، تعتمد على استثمار الكفاءات والخبرات من أجل الاستفادة منها في القطاع الزراعي والانطلاق بها لجهة توفير المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية، وبالتالي تحسين الإنتاجية واستخدام أنماط زراعية حديثة وتطوير الثروة الحيوانية، وأمام هذا الدور الذي يلعبه المركز، فإن الوزارة تعتبره من أهم أولويات الوزارة، وبالتالي سيتم الاعتماد على المركز في كثير من الجوانب، و لا سيما في الاستفادة من الخبرات والموارد البشرية والتقنية وغيرها.
واطلع بدر والوفد المرافق على العروض العلمية التي قدمها خبراء الموارد المائية، والنباتية، والأراضي واستعمالات المياه، والثروة الحيوانية، والاقتصاد والتخطيط ومشاريع تحسين سُبل العيش، كما أجرى جولة على مخابر التقانات الحيوية ومخابر زراعة النخيل بالأنسجة، وأشاد بالتقنيات الحديثة التي تحتويها هذه المخابر، مؤكداً على ضرورة نقل التجارب الرائدة إلى المزارعين في الحقول السورية بالتعاون مع كوادر “أكساد”، لتحقيق نهضة زراعية حقيقية في المنطقة.
استعداد لتعزيز الشراكة
بدوره، المدير العام للمركز الدكتور نصر الدين العبيد أبدى استعداد منظمة المركز العربي “أكساد” لتعزيز الشراكة والتعاون المتبادل في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يلبي الرؤية والتطلعات والسعي نحو بناء سوريا الجديدة الحديثة والمتطورة، من خلال تقديم نتائج الخبرات المتراكمة لدى المنظمة ونتائج أبحاثها وتطبيق قصص نجاحها في كافة المجالات الزراعية نحو تعزيز الأمن الغذائي، كاستنباط القمح والشعير المتحمل للأمراض والجفاف، وتطوير سلالات حيوانية مُحسنة مثل أغنام العواس والماعز الشامي والإبل لتحمل الظروف المناخية القاسية وتطوير الثروة الحيوانية، وتنفيذ مشاريع رائدة في حصاد مياه الأمطار وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، ومكافحة التصحر، وتطبيق تقنيات الزراعة الحافظة، بالإضافة إلى جهودها في التكيف مع التغيرات المناخية وآثارها السلبية على الزراعة والمياه على ضوء تبني التقانات الحديثة واستثمار الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتطوير استراتيجيات متقدمة، تساهم في الحد من الجفاف وندرة المياه، وتكريس رؤيتها ونتائج أعمالها ضمن المنطقة العربية لصالح الجمهورية العربية السورية.
.