الحرية ـ متابعة سامر اللمع:
عقد القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة جمهورية السودان بدمشق، الدكتور أحمد إبراهيم حسن، مؤتمراً صحفياً في مقر السفارة للحديث عن تطورات الأوضاع في السودان.
واستهل الدكتور حسن مؤتمره الصحفي بتقديم التهنئة للحكومة السورية وللشعب السوري بنجاح ثورته المباركة وبدء العمل بالدستور الجديد وتشكيل الحكومة ورفع العقوبات عن سوريا، مشيراً إلى عمق العلاقات السورية- السودانية والمساعي المستمرة لتطويرها وخاصة بعد زيارة وفد تقني من وزارة الخارجية السورية إلى السودان في الرابع من شهر آب الجاري لبحث أوضاع الجالية السورية في السودان وتسوية أوضاعهم القانونية، حيث أبدى الجانب السوداني تعاوناً كاملاً، وأكد الجانبان عمق العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين، والتزامهما المشترك بتطوير هذه العلاقات وتعزيزها.
ثم انتقل الدكتور حسن إلى الحديث عن تطورات الأزمة في السودان والتي بدأت بعد تمرد ما يسمى بقوات الدعم السريع على الحكومة السودانية في 15 نيسان 2023 ومحاولة قيام تلك الميليشيا بانقلاب على الحكومة الشرعية واستلام السلطة بدعم من أطراف خارجية، إقليمية ودولية، عملت على إذكاء الصراع وتوسيعه وزيادة رقعته واستمراره حتى الآن.
وأوضح الدكتور حسن، أن التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة وعن بعض كبريات الصحف العالمية، أشارت إلى أن بعض دول الجوار وبعض الدول الإقليمية، قامت بتسيير ما يزيد على 800 رحلة شحن جوي لنقل مختلف أنواع الأسلحة والذخائر بجانب جلب مرتزقة من أكثر من 15 دولة للقتال إلى جانب ميليشيا قوات الدعم السريع.
وأشار القائم السوداني بالأعمال بالإنابة، إلى أن رئيس مجلس السيادة الشرعي في جمهورية السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أعلن في 19 أيار الماضي عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية جديدة برئاسة كامل إدريس من أجل تأمين عودة المواطنين المهجرين إلى ديارهم وتوفير الأمن والعيش الكريم لهم. وفي مقابل ذلك قامت ميليشيا الدعم السريع بإعلان سلطة غير شرعية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها في إقليم دارفور في تهديد واضح لسيادة ووحدة السودان واستقراره.
وحول الوضع الإنساني في السودان في ظل الأزمة الحالية، أكد الدكتور حسن أن الحكومة السودانية سعت إلى تذليل وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، عبر فتح معابر حدودية مع الدول المجاورة ومعبر بحري وآخر نهري ومطارات لاستقبال المساعدات وضمان وصولها للمحتاجين. وفي مقابل ذلك، قامت ميليشيا الدعم السريع بتعطيل وسرقة المساعدات الإنسانية رغماً عن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن في فك الحصار عن المدن التي تحاصرها الميليشيا المتمردة.
وعرض الدكتور حسن إحصائيات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن عدد النازحين جراء الحرب في السودان بلغ أكثر من 14 مليون نسمة، بينهم 4 ملايين نازح في دول الجوار و10 ملايين نازح داخلي تعمل الحكومة السودانية الآن على إعادتهم إلى مناطقهم وقراهم عبر مبادرات كثيرة.
وأكد الدكتور حسن أن الحكومة السودانية تعتمد على خيار السلام الشامل والعادل كأساس لاستعادة الأمن والاستقرار وتبذل جهوداً مكثفة لإطلاق حوار وطني شامل يجمع كل المكونات الاجتماعية والسياسية الرافضة للعنف والمتمسكة بالقانون والدستور.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي، أجاب القائم السوداني بالأعمال بالإنابة عن أسئلة الصحفيين التي تركزت على آفاق حل الأزمة السودانية، مشيراً إلى أن هناك مبادرات عديدة قدمتها الحكومة السودانية أهمها مبادرة منبر جدة والتي فشلت بسبب تعنت ميليشيا الدعم السريع وعدم التزامها بتنفيذ المقررات المتعلقة بالمبادرة.
تصوير: طارق الحسنية