الحرية- وليد الزعبي:
يطالعنا بشكل شبه يومي خبر أو أكثر عن وقوع حوادث مرورية مؤسفة تزهق أرواح الأبرياء أو تلحق أذيّات مختلفة بهم، والعوامل المسببة العديدة تدفع للتساؤل عن مدى توافر معايير السلامة الطرقية.
إن المتتبع للحوادث، يلاحظ وقوع أغلبها على الطرقات الرئيسية التي تصنف من الدرجة الأولى، وتربط ما بين المحافظات أو تصل إلى حدود الدول المجاورة، فيما قد تكون أقل نسبياً على الطرقات المحلية التي تربط بين المدن والبلدات وداخلها.
ولا شك أن العوامل المسببة كثيرة، لكن أهمها السرعات الزائدة على الأوتسترادات، حيث إن البعض، وفي ظل عدم الوعي بمخاطر ذلك وضعف الرقابة لضبط مثل هذه المخالفات، يقودون مركباتهم بسرعات جنونية، وخاصة بعد اقتنائهم سيارات حديثة يستهويهم تجريب قدراتها.
والأمر الآخر المهم، يتمثل بغياب بعض عوامل السلامة، مثل تخطيط الطرقات بالطلاء العاكس، وعدم وجود بعض إشارات الدلالة التي توضح معالم الطريق وتفرعاته وانحناءاته وتقاطعاته، وخاصة في ساعات الليل، حيث تضعف الرؤية وتنحصر بمساحة ضيقة تحددها مصابيح إنارة السيارات، فيما تلعب إنارة السيارات المقابلة، وخاصة العالية منها دوراً بإضعاف آخر للرؤية.
ولا يغيب سبب تدني جودة الطرق، حيث تعاني في بعض أجزائها من وجود تدرجات ومطبات وحفر، نتيجة تهالكها وافتقادها لأي صيانات مجدية في عهد النظام البائد لتأمين سلامة مستخدميها بالقدر الكافي.
وجملة ما تقدم، يستدعي بالدرجة الأولى تحلي جميع السائقين بالوعي والحرص على أن تكون سرعاتهم ضمن الحدود المسموحة، وعدم استخدام الموبايل الذي يشتت الانتباه أثناء القيادة للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين، كما ينبغي أن تحضر الرقابة المرورية الفعالة لضبط مخالفات السير بسرعات زائدة أو بالاتجاه المعاكس، والعمل باتجاه صيانة الطرق وطلائها هي والمطبات لتوضيح معالمها، ووضع إشارات الدلالة بأسرع ما يمكن.
السلامة الطرقية

Leave a Comment
Leave a Comment