الحرية – جعفر خير بك:
تشهد محافظة اللاذقية تحولاً إيجابياً في الواقع الزراعي، مدفوعاً بانخفاض ملحوظ في أسعار مستلزمات الإنتاج الأساسية، وعلى رأسها السماد والبذار، بعد سنوات طويلة من ارتفاع التكاليف التي أثقلت كاهل الفلاحين وأضعفت الجدوى الاقتصادية للزراعة.
ولطالما كانت أسعار السماد تشكّل عائقاً رئيسياً أمام المزارعين، ما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة وخروج كثيرين من دورة الإنتاج، أما اليوم، فإن التغيرات في السوق المحلية تنعكس على شكل انفراجات تدريجية بدأت تظهر آثارها على الأرض.
وفي حديثه لـصحيفة الحرية، أكد المهندس الزراعي بسام أحمد أن سعر كيس السماد يتراوح حالياً بين 325 و400 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض ساهم بشكل ملموس في خفض تكلفة الإنتاج الزراعي، وشجّع عدداً كبيراً من المزارعين على استثمار أراضيهم من جديد.
وفي أسواق اللاذقية، تتراوح أسعار بعض أصناف السماد المباعة بالمفرق كما يلي:
سماد يوريا بين 330 و335 ألف ليرة سورية.
سماد سوبر بين 325 و330 ألف ليرة سورية.
وتُسجَّل فروقات بسيطة في الأسعار بحسب التاجر ومصدر المادة.
من جانبه، ذكر المزارع أبو أحمد الهواري أنه كان يشتري «شوال» السماد بسعر يقارب المليون ليرة في السابق، أما اليوم، فقد أصبح في حدود 350 ألف ليرة، ما خفف العبء عنه، ومكّنه من التوسع مجدداً في زراعة أرضه، مؤكداً أن هذه التغيرات ستنعكس حتماً على أسعار المنتجات الزراعية بشكل إيجابي.
ويرى مزارعو اللاذقية أن تراجع أسعار مدخلات الإنتاج يمهد الطريق لعودة الزراعة إلى واجهة النشاط الاقتصادي في المنطقة، بعد أن كانت على وشك التراجع الكامل في بعض المناطق.
خلاصة المشهد، كما تنقلها صحيفة الحرية، أن الزراعة في محافظة اللاذقية تتجه نحو التعافي، والفلاحون باتوا أكثر تفاؤلاً بمستقبل القطاع. ومع تحسّن الظروف المناخية واقتراب موسم الأمطار، تتجدد الآمال بموسم وفير يعيد للأرض خصوبتها، وللمزارعين استقرارهم وثقتهم بالمستقبل.