الحرية – حسام قره باش:
في إطار سعيها نحو تحسين الواقع الفني والإنتاجي للمطاحن العامة ورفع طاقتها الإنتاجية، تتجه المؤسسة السورية للحبوب إلى تشغيل بعض المطاحن بنظام التشاركية، حيث أوضح مدير عام السورية للحبوب المهندس حسن العثمان أن لدى المؤسسة مطاحن تدار من خلال التشاركية بشكل جزئي فقط من ناحية المشاركة في إدارة العملية الإنتاجية وتجديد الآلات وتحديث خطوط الإنتاج لوجود عدد من المطاحن المدمرة بفعل النظام البائد، وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل وإصلاح كامل أو جزئي.
وقال العثمان في تصريحه لـ«الحرية»: وقعنا عقدين تشاركيين ولمسنا جودة وتحسناً ملحوظاً بالإنتاجية ومتابعة سير العمل بشكل أفضل كون متعهد المطحنة يهمه الارتقاء بجودة الدقيق، ورفع الطاقة الإنتاجية للمطحنة، وهذا أمر جيد للمؤسسة ويحقق مطالبها ، وهو ما تسعى إليه، وتطرق بدوره إلى أن تجارب التشاركية السابقة أثبت أفضليتها في التشغيل والإدارة كون العمل على مدار الساعة، ويتطلب مهارات فنية قد يفتقدها العامل حالياً خاصة بعد تسرب العمالة الخبيرة من فئة الشباب، وترك العمل في المطاحن واستبدالهم بالعنصر النسائي، رغم أنه عمل مجهد من أيام النظام الساقط، ولهذا اضطررنا إلى التشاركية الأفضل إدارياً والأوفر للمؤسسة، والأجود بعملية إنتاج الدقيق كما قال..
بدوره، نفى مدير” السورية للحبوب” أن تكون خطة المؤسسة تقضي بتحويل جميع المطاحن إلى الاستثمار بالتشاركية، مؤكداً بأن هناك مطاحن جيدة ومطاحن غير مقبولة فنياً، والعمل جارٍ على تعزيز طاقتها الإنتاجية والفنية والمحافظة على ما تبقى من الخبرات في هذه المطاحن..
وفي سياق متصل، أشار المهندس العثمان إلى أن المطاحن العامة أصبحت حالياً تطحن 60٪ والمطاحن الخاصة تطحن 40٪ بعد أن كانت النسبة بالعكس سابقاً، برفع طاقة المطاحن العامة التي تصل لأكثر من 5 آلاف طن قمح يومياً بالرغم من وجود خطوط إنتاج قديمة ومتهالكة ما زالت تعمل لأكثر من ثلاثين سنة، وانتهاء عمرها الزمني الفني والتشغيلي، وبالتالي إجراء صيانات دورية لأغلب المطاحن ضمن الإمكانات المتاحة للمؤسسة.
وضمن خطتها الاستثمارية، كشف العثمان عن توقيع عقد جديد في محافظة دير الزور بوضع خط جديد لمطحنة، ستعمل بطاقة إنتاجية 200 طن يومياً وبنظام تشاركي يقدم المستثمر خط الإنتاج، إضافة إلى عقود أخرى بطور الدراسة بالتزامن مع تلقي عروض أخرى من مستثمرين محليين وعرب وأتراك.
وتابع: شكّلنا قفزة في إعادة تشغيل مطحنة تلكلخ التي توقفت منذ 2013 وحتى التحرير بجهود الفريق فني والخبرات المحلية حيث استطاع إعادة تأهيلها وتشغيلها، وصارت تنتج 250 طناً يومياً أي ما يعادل نصف طاقتها الإنتاجية وهي في طور التحديث حالياً.
وعن موسم القمح هذا العام، فهو يعد الأسوأ منذ خمسين عاماً مع خروج كافة الأراضي البعل عن الإنتاج، إنما جهود المؤسسة لا تتوقف للحفاظ على مخزون إستراتيجي واحتياطي من القمح يكفي بضعة شهور حسب توضيح المدير العام، لافتاً بالوقت ذاته إلى أن المؤسسة في طور التعاقد مع موردين جدد بالتوازي مع استمرار توريد القمح عبر المرفأ وتفريغ باخرتين إحداهما بحمولة 30 ألف طن وىاخرة أخرى بحمولة 15 ألف طن خلال اليومين الماضيين، كاشفاً عن وصول باخرتين قريباً، واحدة بحمولة 44 ألف طن والأخرى 25 ألف طن، ما يشير إلى أن الأمور جيدة بمجملها ومطمئنة، وبشكل عام، رأى أن نوعية الطحين تحسنت كثيراً لكن لا تزال دون المخطط له والمأمول، وتسعى المؤسسة جاهدة لرفع مستوى الجودة عبر اتباع خطة متواصلة في تحديث خطوط الإنتاج والتوسع في خارطة توزع المطاحن على كافة جغرافيا القطر وتطوير الخبرات والتقانات التي تسهم بذلك.