الحرية – علام العبد:
يرسم السوريون اليوم من خلال حملات الوفاء التي أنطلق قطارها في عدد من المحافظات السورية أروع صور التعاضد والتكافل الاجتماعي ملبين نداء الوطن والوفاء والبناء في تعظيم مفهوم الإنسانية وأعمال الخير، حيث هبوا وتسابقوا للمشاركة والتبرع لحملة ” الوفاء” التي تهدف إلى حشد جهود أهل الخير والداعمين من أجل إعادة تجهيز الخدمات الأساسية في المناطق المدمرة سواء في محافظة إدلب الخضراء أو غيرها من المحافظات السورية التي تعرضت لحرب شرسة شنّها عليها النظام البائد.
و إذا كانت الغاية من هذه الحملات هو إعادة تأهيل المدارس التعليمية، والمراكز الطبية والمشافي، وإزالة الركام، وتجهيز محطات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى ترميم المساجد والمخابز، وصيانة الطرقات وإنارتها، وتأهيل المرافق العامة، فإن دعم هذه الحملة ( الوفاء ) في هذه المحافظة أو تلك واجب وطني وهو أقل ما يمكن تقديمه لوطن قدم الكثير لأبنائه، وهي جزء من المسؤولية الاجتماعية.
فالمدن السورية وإدلب منها تستحق أن يتكاتف الناس من أجلها، فالمسألة ليست مادية بقدر ما هي وقفة ومواطنة ورد الجميل لبلد أكلنا من خيره وعشنا في ذراه.
ستبقى حملات الوفاء التي تقام تكريماً وامتناناً لمن يستحقون، مثل حملة الوفاء لإدلب علامة فارقة في التقدير لصبر وثبات مليون نازح يعيشون في المخيمات ويعانون ظروفاً قاسية، وكتكريم من يعانون بصمت أو من يقدمون تضحيات كبيرة، وإظهار التضامن والتكافل الاجتماعي والتعاضد معهم، حيث تعزز هذه الحملات روح المساعدة والدعم المتبادل بين أفراد المجتمع. فالتبرعات، أيّاً كانت، تساعد في تخفيف معاناة الفئات المحتاجة كالفقراء والأيتام والمتضررين، وتسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعاون قائم على الرحمة والتضامن.
باختصار ؛ جميل أن نكون مؤمنين نعيش للعقيدة ونحيا لمبدأ ولكن الأجمل من هذا كله عندما يدعو الداعي، وأي داعٍ أنه الوطن، لنكونَ أوفياء لهذا الوطن ونرد الجميل بالجميل والحب بالحب والوفاء بالبناء، فالوطن ليس مجرد حدود نعيش بينها، بل روحٌ تسكننا، وجذور ممتدة في أرضه، صنعت حضارة وأزهرت أمجاداً رايتنا الخضراء كظل زيتونة، تظللنا بالعزة، وتعلن أنّ الولاء يتجدد، والحلم يستمر، وأن كل قلب ينبض فيه حب الوطن، هو قلب يكتب قصة وفاء مستمرة للأجيال القادمة.