بعد 14عاماً من الخوف… السوريون يبدؤون استعادة هدوئهم وأملهم

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة ابوتك:

يبدأ السوريون بعد عام على التحرير مرحلة جديدة من حياتهم، تتسم باستعادة تدريجية للهدوء النفسي والأمل، فقد كانت السنوات الأربع عشرة الماضية حافلة بالخوف والقلق، والذي أصبح جزءاً من الحياة اليومية، مع ظهور تأثيراته على العمل، العلاقات الاجتماعية، وحتى على الصحة النفسية.

الخوف كعادة ذهنية..

يقول أخصائي علم النفس ماهر الجندي: السوريون عاشوا حالة يقظة مستمرة، حيث أصبح الدماغ يتوقع الأسوأ حتى في غياب الخطر المباشر، الخوف لم يعد مجرد شعور، بل تحول إلى نمط ذهني يسيطر على التفكير اليومي، التوقف عن التعرض للخطر المباشر يتيح للجهاز العصبي فرصة لاستعادة توازنه تدريجياً.
ملاحظة سلوك الناس في الأسواق والمرافق العامة تظهر تغيراً تدريجياً.. زيادة في التواصل الاجتماعي، القدرة على اتخاذ قرارات حياتية، واستعادة الإحساس بالسيطرة على اليوميات. هذه التغيرات الصغيرة تُعد مؤشرات مهمة على تحسن الصحة النفسية بعد سنوات من الحرب.

التحرير نقطة تحول..

يؤكد الجندي أن التحرير شكّل نقطة توقف جماعية: التحرير أعطى السوريين إشارات بأن مرحلة طويلة من الخوف انتهت، وفتح المجال أمام إعادة بناء الثقة بأنفسهم وبالمجتمع.
ويقول سامر، صاحب مشروع صغير في دمشق: قبل التحرير كان التخطيط لأي مشروع محفوفاً بالقلق، اليوم يمكننا البدء مجدداً، هناك مساحة للأمل.
وتضيف رنا، موظفة حكومية: أستطيع التخطيط لأيامي ومستقبلي بدون سيطرة الخوف المستمرة، وهذا شعور جديد بالنسبة لي.

انعكاسات اجتماعية ونفسية..

التحرير لم يؤثر على الحالة النفسية فحسب، بل انعكس إيجابياً على الحياة الاجتماعية والمهنية مثل عودة النشاط إلى الأسواق والمرافق العامة.
مشاركة الشباب والأطفال في النشاطات التعليمية والثقافية والرياضية.
تحسن الأداء في العمل وزيادة الإنتاجية نتيجة شعور أكبر بالأمان والاستقرار.
هذه التغيرات تشير إلى أن السوريين بدؤوا يستعيدون قدرتهم على العيش الطبيعي، مع الحفاظ على وعيهم بتجارب الماضي دون أن يسيطر الخوف عليهم.

الخطوة التالية نحو المستقبل..

رغم أن الطريق لا يزال طويلاً، فإن التحولات النفسية والاجتماعية بعد عام من التحرير تعكس قدرة السوريين على إعادة بناء حياتهم خطوة بخطوة، الابتسامة في الشارع، المشاركة في الأنشطة اليومية، والتخطيط للمستقبل هي مؤشرات واضحة على أن الطمأنينة بدأت تتسرب إلى حياتهم، وأن الأمل أصبح قوة فاعلة في تشكيل القرارات اليومية.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار