السوريون يترقبون جولة ترامب.. هل يتحقق اللقاء بينه وبين الرئيس الشرع؟

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

لم تتقاطع زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البحرين مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما ‏كان متوقعاً على نطاق واسع، جاءت الزيارة سريعة في موعدها ومدتها، حيث تمت بعد ساعات ‏قليلة من إعلان الرئاسة السورية عنها، ولم تتجاوز مدتها ساعات، ما بين الوصول والاستقبال ‏واللقاء مع الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفه، ثم مراسم الوداع والمغادرة، لكن ذلك لا ‏يعني أنها لم تكن محطة مهمة في سياق استعادة العلاقات السورية – العربية، واستقطاب الدعم ‏العربي/السياسي والاقتصادي/ لبناء سوريا الجديدة، وفي الوقت ذاته لم تكن زيارة الرئيس ‏الشرع للبحرين منفصلة عما تشهده المنطقة، أو بعبارة أدق، عما يمكن أن تشهده المنطقة ‌‏(وسوريا بطبيعة الحال) في المرحلة المقبلة، في ظل كل ما يقال عن ترتيبات وخطط سيتم ‏بحثها، أو التوافق عليها خلال جولة ترامب المقررة غداً الثلاثاء وتستمر لثلاثة أيام وتشمل كلاً ‏من السعودية والامارات وقطر، ويتخللها قمة «عربية – أميركية».‏

عشية جولة ترامب.. المنطقة تتحضر لثلاثة أيام فارقة وحديث عن قمة خماسية بمشاركة ‏الرئيس الشرع

ورغم أن الزيارة لم تتقاطع مع جولة ترامب، لكن الأخبار والتقارير المتداولة حول لقاء محتمل ‏بين الشرع وترامب، لم تتوقف، بل هي اتجهت إلى مزيد من التأكيد، مدعومة بالاتصالين ‏الهاتفيين أمس الأحد بين الرئيس الشرع وكل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ‏ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث جدد الأمير محمد بن سلمان التزام السعودية ‏بدعم أمن سوريا واستقرار وتشجيع الحلول السياسية التي تحفظ وحدتها وتساهم في إعادة ‏إعمارها، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع سورية في ‏المرحلة المقبلة.‏
بدوره أكد الشيخ محمد بن زايد تضامن الإمارات الكامل مع الشعب السوري ووقوفها إلى جانبه ‏في جهود إعادة البناء وتحقيق الأمن، مشيراً إلى رغبة بلاده في توسيع التعاون الاقتصادي ‏والاستثماري مع سوريا خلال المرحلة المقبلة.‏
على مستوى البيانات الرسمية التي تناولت هذين الاتصالين لم يتم التطرق إلى ما تتناقله الأخبار ‏والتقارير حول لقاء ترامب والشرع، وهذا متوقع، وإن كنا لا نحتاج إلى بيانات رسمية للربط ‏والتحليل، ولا شك أننا في سوريا نترقب باهتمام وحماس هذه الأخبار والتقارير، فأن يتم اللقاء ‌‏«وإن كان ضمن قمة خماسية يجري الحديث عنها» فهذا أمر مهم للغاية وسيشكل منعطفاً ‏حاسماً وفارقاً، سواء على مستوى كونه خطوة كبيرة فيما يتعلق برفع العقوبات الأميركية ‏وإعادة الإعمار، أو على مستوى استعادة سوريا لمكانتها الإقليمية والدولية من خلال انفتاح ‏أميركي يُعد عملياً الشرط الأهم لتوسع الانفتاح الدولي على سوريا. ‏
في التقارير المتداولة، يتم الحديث عن لقاء خماسي سيُعقد في العاصمة السعودية الرياض، ‏سيضم ترامب والأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس الشرع، والرئيس الفلسطيني محمود ‏عباس، والرئيس اللبناني جوزيف عون.  ‏
صحيفة «القدس» نقلت عن مصدر مطلع قالت إنه رفض الكشف عن هويته، نقلت عنه قوله ‏إن اللقاء الخماسي جاء باقتراح من الأمير محمد بن سلمان ولاقى موافقة من ترامب.‏
ويبدو أن المصدر لم يقدم المزيد من التفاصيل حول اللقاء، لكن سياق التحليل والتوقعات تبعاً ‏لأطراف اللقاء، يتجه نحو انتظار نتائج مهمة، على مستوى سوريا وجوارها، خصوصاً وأن ‏السعودية تبذل جهوداً كبيرة في سبيل دفع ترامب باتجاه الموافقة على إقامة دولة فلسطينية تضع ‏نقطة نهاية للحرب على قطاع غزة، وتالياً للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي الذي يُقوض جهود ‏دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والأمن ويُعطل مسارات الاستثمارات والتجارة.‏
جولة ترامب تركز بالدرجة الأولى على الاقتصاد والاستثمارات، ومؤخراً تحدث بصورة ‏مباشرة عن الإمكانيات الهائلة للمنطقة وربطها بالاقتصاد الأميركي، ولأجل هذه الإمكانيات ‏الهائلة لا بد من توسيع دائرة الاهتمام والتحرك الأميركي نحو نطاقات أخرى في المنطقة.. ‏ويبدو أن ترامب مقتنع بفكرة التوسيع وقد يكون «الإعلان الكبير» الذي تحدث عنه مرتبط بهذه ‏المسألة، خصوصاً وأنه يتحدث عن «إعلان كبير» يقلب الموازين ويغير المسارات. ‏
طبعاً من البدهي القول هنا إن جولة ترامب لا تخرج عن هدف إعادة تأكيد النفوذ في المنطقة ‏في ظل منافسة الصين التي استطاعت خلال عقد مضى مزاحمة أميركا في العديد من المواقع ‏الاقتصادية «والسياسية» خصوصاً في الدول الخليجية، وتحديداً السعودية.‏
ورغم أن جولة ترامب تكاد تسيطر حالياً على المشهد، إلا أنه لا يمكن عملياً التنبؤ بصورة ‏قطعية بمخرجاتها، وإن كانت غالبية المحللين ترى أن مخرجاتها ستكون فارقة ومحطة فاصلة ‏في تاريخ المنطقة.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار