الحرية – خليل اقطيني:
فاز الكاتب السوري ابن مدينة الحسكة خليل أحمد العجيل، بجائزة المتنبي الأدبية للعام الحالي في مصر، عن قصته القصيرة “ظل على نهر الخابور”.
وقد أعلنت اللجنة المنظمة للمسابقة أن القصة الفائزة بالمرتبة الأولى لفتت انتباه لجنة التحكيم بأسلوبها الإنساني العميق وبنيتها السردية المتقنة.
مبينة أن القصة سَتُدرَج ضمن مجموعة قصصية مشتركة للأعمال الفائزة، ستصدر عن دار نشر معتمدة في جمهورية مصر العربية، وتُعرض رسمياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته القادمة.
ومن المقرر تكريم الكاتب العجيل في حفل توزيع الجوائز في الرابع من تموز القادم في العاصمة المصرية القاهرة، حيث سيُمنَح درع الجائزة، مع إتاحة الفرصة له لتقديم وقراءة نصه أمام الجمهور والنقاد.
وتُعد جائزة المتنبي من المبادرات الأدبية الطموحة التي تهدف إلى دعم الكتّاب العرب وتسليط الضوء على الأصوات السردية الواعدة، وقد شهدت دورتها الأولى مشاركة مميزة من مختلف الدول العربية.
المعرفة ضوء والكتاب صديق
نشأ العجيل وترعرع في “حي الكلاسة” في مدينة “الحسكة”؛ الذي قضى فيه نحو 35 عاماً ويشعر بالحنين والشوق إليه، ويصفه بفسيفساء من المكونات السورية المتجانسة من كل الأطياف الدينية والعرقية والسياسية المختلفة التي تعايشت على المحبة والاحترام المتبادل. ما لبثت القراءة بالنسبة للكاتب الفكر والمعرفة والضوء، أما الكتاب فالصديق المفضل الحقيقي الذي رافقه منذ الصغر، حيث كان يقرأ أي كتاب يقع في يديه، سواء من الكتب التي كان يستعيرها من المركز الثقافي القريب من مدرسته، أو من مكتبة كبيرة موجودة في حيهم لأحد السياسيين؛ كل هذه الثقافات والقراءات والتراكمات والبيئة البسيطة الهادئة التي عاش فيها كوّنت لديه ثقافة خاصة ومتنوعة في الأدب والثقافة والدين والسياسة والفلسفة والفكر والإنسان والآخر، هذا التراكم أفرز الأدب الذي يكتبه، فخط قصائد التفعيلة والنثر والقصة والشعر والرواية ومختلف أنواع الأدب والصحافة، لكن تظل الرواية هي الأقرب إليه وأخذت اهتمامه الأبرز والأهم.
عارية تحت المطر
الرواية الأولى للروائي خليل العجيل بعنوان “عارية تحت المطر” انتهى من كتابتها في عام 2013 لكنه لم يتمكن من طباعتها وإصدارها إلا في عام 2019.
الرواية تدور أحداثها حول صحفية شابة تحاول أن توثق بعدستها وقلمها ما لحق بأهالي محافظة الحسكة من ويلات الحرب وما جرّته على حياة الناس من عوز وخوف، لتتحدى ظروفها المعيشية والأمنية الصعبة ومحاولات النيل منها وكسر إرادتها في نقل هموم الناس ومعاناتهم، وتعيش ساعات وأياماً من الذعر والقلق بدءاً من مقتل زوجها والاعتناء بأم زوجها العجوز. وانتهاء بأداء واجبها المهني والإنساني الذي يحتم عليها المضي قدماً.
ومن خلال السرد الروائي الجميل نفهم أن العمل بالصحافة في غاية الخطورة وتكرس عوائده الفقر وانعدام وسائل الحياة في ظل الظروف القاسية التي كانت تمر بها البلاد.
وقد حرص العجيل في هذه الرواية على استخدام اللغة المباشرة في السرد الروائي والابتعاد عن الإنشائية والخطابية قدر الإمكان بهدف إبقاء القارئ منجذباً لتتبع الأحداث وصولاً إلى الرسالة التي أراد إيصالها.
يبرز دور الرواية التوثيقي لمختلف الأحداث التي عاشها أبناء الحسكة، فقد عالجت من خلال حبكتها وتفاصيل أبطالها وشخصياتها صور الحياة اليومية في فترة زمنية عصيبة عاشها أبناء المحافظة منذ عام 2013 لسنوات لاحقة، تاركة أثرها السلبي على كل أسرة.
من الجدير ذكره أن الروائي خليل أحمد العجيل من مواليد الحسكة 1981 صدرت له روايتان “عارية تحت المطر وجدران العزلة” ولديه عدد من المخطوطات الروائية والشعرية قيد الطبع، يكتب في عدد من الصحف المحلية والعربية والعالمية.