الحرية – سراب علي:
أقامت كلية الاقتصاد في جامعة اللاذقية وبرعاية رئاسة الجامعة حواراً تفاعلياً بعنوان «الشباب السوري ومستقبل العمل»، بمشاركة أساتذة مختصين من الجامعة ومجموعة من الخبراء السوريين الموجودين خارج سوريا، وبحضور طلبة من الجامعة.
وتم خلال الحوار تحليل المشهد الاقتصادي وسوق العمل السوري، وتحديد القطاعات الواعدة واستخلاص الدروس والنماذج العالمية. كما تمت مناقشة تنمية المهارات الأساسية مهارات القرن ( ٢١ ) التقنية والسلوكية والتعليم الذاتي والتكيف مع التحديات ، واستكشاف الفرص المهنية (العمل الحر والعمل عن بعد وريادة الأعمال وبناء الشبكات المهنية)
مهارات العمل
عميد كلية الاقتصاد الدكتور عبد الهادي الرفاعي أكد على أهمية هذا الحوار بالنسبة للشباب السوري، وخاصة مع تطور السوق السوري بشكل كبير بعد التحرير ورفع العقوبات الذي سيوفر فرصاً استثمارية في جميع القطاعات الاقتصادية.
وأشار الرفاعي في تصريحه لصحيفتنا “الحرية” إلى أهمية التدريب الفعلي الذي يحاكي الواقع، حيث إن المعلومات النظرية التي يتلقاها الطالب في الجامعة غير كافية لوحدها للدخول إلى سوق العمل، مؤكداً أنه يجب على الخريجين امتلاك مهارات العمل التي تمكنهم من الاستفادة من فرص العمل، وعلى أهمية إتقان اللغة الإنكليزية والمعرفة الإحصائية، لأنها مفتاح العمل في أي مشروع وخصوصاً مع انفتاح الأسواق العالمية وكثرة المشاريع الاستثمارية.
ولفت إلى أنه تم تقديم رؤى استراتيجية وعملية، تمكّن الكوادر الشابة من بناء مساراتهم المهنية والمساهمة الفاعلة في مستقبل سوريا.
منهجيات تدريس
كما ركزت الأستاذة في قسم المحاسبة بكلية الاقتصاد الدكتورة ريم عيسى على سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي وسوق العمل. وأكدت على تمكين الشباب السوري وإعدادهم لمتطلبات السوقين المحلية والعالمية من خلال منهجيات تدريس مبتكرة وفعاليات توجيهية.
وأوضحت عيسى في تصريحها لصحيفتنا “الحرية”، بأن التحديات الموجودة في سوق العمل مبنية على التحديات الاقتصادية في بلدنا، وأن رفع العقوبات التي استنزفت بلدنا لفترة طويلة هو مفتاح الوصول إلى التعافي، ولكن الحلقة المفقودة بالتعافي هي نقص المهارات لدى الشباب ومحدودية الإطار المعرفي لديهم، نتيجة عدم تحديث المناهج بطريقة منهجية لازمة، وهذا يتطلب توجيههم. مضيفة: ولهذا استضفنا في حوارنا اليوم معهم نخبة من الخبراء السوريين الموجودين خارج سوريا، والذين هم على تماس مع الاقتصاد العالمي كي يلقوا الضوء على التغيرات الحاصلة وتوجيه الشباب من خلالها لبناء قدراتهم والوقوف على التحولات الاقتصادية التي يمكن أن تطال سوريا وسوق العمل السوري.
بدورها، أكدت الدكتورة مريم عبد الحليم أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد على أهمية هذا الحوار في عصر الرقمنة والتحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي في المحاسبة والمالية، وخصوصاً أن الشباب الخريجين خبرتهم ضئيلة بالتحليل المالي وتحليل البيانات كتقنية، مشيرة إلى أن التركيز في الحوار على دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع وضرورة أن يستوعب الخريج فكرة التحويل المالي، وخصوصاً في ظل الانفتاح الاقتصادي و السوق الحر .
الاستثمار البشري
وعبر السكايب، كانت مشاركة الخبراء الاقتصاديين، إذ قدم الدكتور كرم شعار المستشار الاقتصادي الأول في الأمم المتحدة
رؤى حول التكيف مع التحديات الاقتصادية، مؤكداً على ضرورة التمييز بين ما يحدث في سوريا اليوم على الصعيد الاقتصادي وما يحدث خارجها، فرفع العقوبات بشكل كلي ضروري لتعافيها ودخول شبابها في سوق العمل بمشاريع تخدم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ضمن المجتمع السوري.
كما قدم الدكتور جلال قناص أستاذ اقتصاد وخبير في السياسات النقدية بجامعة قطر رؤية شاملة عن المشهد الاقتصادي العالمي والسوري، مدعومة بخبرته الأكاديمية والإعلامية، مشيراً إلى أن التطور الاقتصادي يرتكز على ثلاث نقاط، هي رأس المال البشري ورأس المال الاقتصادي والتكنولوجيا وريادة الأعمال، فالاستثمار البشري مرتبط بمهارة المعرفة والتدريب وهو المحرك الأساسي لعجلة النمو الاقتصادي.
التكنولوجيا المتقدمة
وشدد الدكتور مصطفى نور الله الأستاذ في جامعة السويد على أهمية تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة في المجالات الاقتصادية، وضرورة مواكبة الشباب السوري لهذه التطورات من خلال التدريب المستمر واستثمار الفرص والتواصل مع مواقع وشركات خارجية لتطوير مهاراتهم ورفع قدراتهم.
وتحدث الباحث في علم السلوك الدكتور إياد يعقوب عن بناء المرونة وتحديد المسار المهني مشيراً إلى أن دور الجامعة هو بناء جيل منفتح يفكر، قادر على بناء مجتمعه.، أما المهارات والقدرات التي يحتاجها الخريجون في سوق العمل، فهي مخرجات من مسؤولية المجتمع والمؤسسات الاجتماعية والدينية .