“الصحة” تتبنى مشروع التبنّي الدموي.. وجهود مضنية غير معلنة للعاملين في مراكز التلاسيميا

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:

جهود مضنية غير معلنة، تبذلها الفرق الطبية والصحية العاملة في مراكز التلاسيميا المنتشرة في كل المحافظات والمناطق السورية، حيث تستقبل هذه المراكز أكثر من ستة آلاف مريض على مدار الشهر، وذلك على مرحلتين في الشهر الواحد.
الأمر المهم هو أن وزارة الصحة مستمرة بتقديم العلاج لمرضى التلاسيميا، رغم الظروف القاهرة التي مرت بها الوزارة خلال الأشهر الماضية من بعض الانقطاعات التي طالت بعض المستلزمات الطبية، لكن ما يؤرق مرضى التلاسيميا في كثير من الأحيان عمليات تأمين الوحدات الدموية، ولاسيما بعد توقف وثيقة التبرع بالدم لكثير من المعاملات، ما أوجد حالة من النقص في الوحدات الدموية في إدارات بنوك الدم بالمحافظات.

د. مخللاتي: الهدف تأمين الدم بشكل دائم لمرضى التلاسيميا والمحافظة على قيم الخضاب.. وبالتالي تجنب التشوهات العظمية عند الأطفال المرضى وتأمين نمو مثالي لهم

فكرة التبنّي الدموي

رئيس دائرة الأمراض المزمنة في وزارة الصحة الدكتور ياسر مخللاتي، بين أن الوزارة أطلقت مشروع التبني الدموي الشهر الماضي، وهو عبارة عن تأمين خمسة متبرعين بالدم خالين من الأمراض التي تعوق التبرع بالدم مطابقين للمريض بالزمرة الدموية والعامل الريصي والأنماط الأقل شيوعاً من المستضادات الدموية والتي تؤثر على عملية نقل الدم المتكرر، بحيث يتبنى هؤلاء الأشخاص مريض تلاسيميا مطابقاً لهم دموياً، يتبرع كل شخص بوحدة دم للطفل المريض كل أربعة أشهر، وبذلك نضمن لهذا المريض تأمين وحدات الدم في الوقت المناسب، وبالتالي الحفاظ على قيم خضاب مناسبة لنمو الطفل.
وأوضح مخللاتي لصحيفتنا الحرية، أن الهدف من المشروع  تأمين الدم بشكل دائم لمرضى التلاسيميا والمحافظة على قيم الخضاب، وبالتالي تجنب التشوهات العظمية عند الأطفال المرضى، وتأمين نمو مثالي لهم. كما يهدف المشروع إلى نشر الوعي حول مرض التلاسيميا واضطرابات الخضاب، و يسعى إلى تحقيق روح الدعم والمشاركة بين الأفراد، كما يزيد المشروع المشاركة الإنسانية وإنقاذ حياة مرضى التلاسيميا.

الفئات المستهدفة

وأشار مخللاتي إلى أن الفئات المستهدفة لنجاح مشروع التبني الدموي هي أطفال التلاسيميا المقبولون حديثاً في المركز (الفئة التي سيتم نقل الدم لهم)، مع فئة الشباب والشابات (الفئة التي ستتبرع بالدم)، بحيث يتم انتقاء المتبرعين بالتعاون مع الجمعيات الأهلية وطلاب الجامعات، وتتم عمليات التنسيق تحت إشراف مديرية الرعاية الصحية الأولية /دائرة الأمراض المزمنة/. منوهاً بأنه يتم تحديد شروط التبرع بالدم وفقاً لورقة استبيان تتضمن الشروط الواجب توفرها في الشخص المتبرع، على أن يتم إجراء تحليل الزمرة الدموية والخضاب واختبار التنميط (في حال توفره) لكل متبرع بهدف تحديد الزمرة الدموية والنمط لكل متبرع، لتوزيعهم على مجموعات الزمرات المتطابقة من حيث الزمرة والعامل الريصي والتنميط إن أمكن.

شروط التبرع للمشروع

وعن شروط التبرع بالدم من أجل مشروع التبني الدموي، أشار مخللاتي إلى عدة شروط  تتعلق بالعمر، بحيث يكون من 18إلى 50  سنة، حيث تم تخفيض الحد الأعلى للعمر لاستدامة المشروع، كما أن الوزن يجب أن يكون أكبر أو يساوي50 كغ.
وبخصوص العلامات الحيوية، يجب أن تكون  درجة الحرارة أكبر أو تساوي 37 درجة مئوية، والضغط الدموي من 80 إلى 120 ملم زئبقي، مع النبض من 50 إلى 100 نبضة خلال الدقيقة الواحدة، وحالة خضاب الدم للمتبرع الرجال 14 إلى 17 غ/ دل ، وللنساء 12 إلى 14 غ/ دل ، وسلامة المتبرع من الأمراض المُعدية ( الإيدز، التهاب الكبد /b-c/، الزهري ،الملاريا،……)، وخلو المتبرع من الأمراض (السكري ،الضغط ،الأورام ،قصور الكلية، الأمراض الصدرية، المفاصل، الغدة الدرقية، الأمراض المناعية، الأمراض الجلدية كصلابة الجلد، أمراض الدم الوراثية، فقر الدم الحاد، الاضطرابات النزفية، الانفلونزا..). كما أنه يتم الاستفسار عن السوابق الدوائية (الأدوية النفسية، أدوية الأورام، الكورتيزون، حبوب منع الحمل الفموية، أدوية معالجة حب الشباب/ريتان/، الأسبيرين والمميعات)
ويتم سؤال المتبرع عن تاريخ العمليات الجراحية واللقاحات ووخز الإبر والوشم ونقل دم سابق والسفر من بلدان مستوطنة بالأمراض السارية/ كالملاريا وحمى الضنك.

نشأة المرض

يذكر أن مرض التلاسيميا هو فقر دم وراثي مزمن، حيث ينتقل المرض من الأب والأم الحاملين للمرض إلى الأطفال الذكور والإناث على حد سواء، حيث تبدأ الأعراض بالظهور في بداية الطفولة عند الشهر السادس من عمر الطفل، وذلك بسبب انحلال كريات الدم الحمراء، وهي أعراض فقر دم وتأخر في النمو، ويكون علاج المريض بنقل كريات دم حمراء مكثفة منمطة ومفلترة.
كما يذكر أنه في كل مرة ينقل فيها الدم للطفل، فإنه يتعرض إلى دخول جسم أجنبي للدم، وبالتالي يقوم الجهاز المناعي بتشكيل أضداد لهذا الجسم الأجنبي، ومع تكرار نقل الدم عشرات المرات تتشكل مجموعة كبيرة من الأضداد، وبالتالي يواجه الطبيب المخبري مشكلة في تحقيق التلاؤم بين دم المريض، ودم وحدة الدم، الأمر الذي يتطلب تبديل عدة وحدات دم، وإجراء عدة محاولات لتحقيق التلاؤم، وبالتالي استهلاك عدة بطاقات تصالب، كل ذلك  يؤدي إلى هدر الوقت والمال.

Leave a Comment
آخر الأخبار