‏«الصحة» تدق ناقوس خطر فقدان الأدوية السرطانية وتطلب المؤازرة من الإعلام

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:

‏ ربما هو ليس بالخبر السار على مرضى السرطان وأسرهم، وذلك عندما تعلن وزارة الصحة عن قرب نفاد كافة أصناف الأدوية ‏السرطانية. المهم أن الوزارة لم تخفِ واقع هذه الأزمة، حيث بدأت المؤتمر الصحفي الخاص بهذه الأزمة بالمصارحة والمكاشفة ‏دون التستر أو الهروب من مسؤوليتها، حيث دقت ناقوس الخطر حيال تأمين أدوية الأورام السرطانية، ولم يعد بمقدورها حالياً ‏سوى أن تستنجد بالداعمين الحقيقيين، سواء كانوا من الأشقاء أم الأصدقاء أو عبر المنظمات الإنسانية الدولية، وحسبما أشار إليه ‏المعنيون في وزارة الصحة، فإن نفاد المخزون الأساسي والاحتياطي من هذه الأدوية، سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة مالم تتحرك ‏بعض الجهات، سواء الخارجية أو الداخلية بتأمين تلك الأدوية ولو على شكل دفعات.‏
‏ المعنيون في وزارة الصحة أكدوا خلال المؤتمر وجود أزمة حادة في توافر أدوية السرطان في سورية، موضحين أن هذه الأزمة ‏تعد من أبرز التحديات التي تواجهها وزارة الصحة، لما لها من تداعيات خطرة على حياة مرضى السرطان.‏
‏ ‏
نداء عاجل

مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة الدكتور زهير قراط توجه بنداء عاجل وحالة إنسانية إسعافية تستحق الوقوف معاً كحالة ‏طوارئ إنسانية تتطلب تدخلاً فورياً من جميع المعنيين في مجال الصحة العامة ، معتبراً أننا أمام أزمة طبية خطيرة مع مرضى ‏السرطان، حيث لم يبق من المخزون لتلك الأدوية سوى كميات قليلة ولعدد محدود من الأصناف.‏
وطلب من المنظمات الدولية التدخل وتقديم يد العون لمرضى السرطان في سوريا، حيث بات الأمر مقلقاً لدرجة أن الوزارة بدأت ‏بالتواصل مع كل الجهات ذات الصلة لتأمين ما استطاعت من هذه الأدوية، موضحاً أن الوزارة على استعداد كامل لرسم خارطة ‏طريق عملية تهدف وتضمن وصول العلاج وتلك الأدوية لمستحقيها. ‏

أعداد المرضى ‏

مدير البحوث و الرقابة الدوائية في الوزارة الدكتور إبراهيم الحساني أشار إلى خطورة فقدان تلك الأدوية، ولاسيما أنها تهدد ‏المرضى بالموت بشكل مباشر، وأنه في ظل هذا النقص الحاد في الأدوية، فإن آلاف المرضى في سوريا عرضة لفقدان الفرصة في ‏العلاج المناسب والفعال، مع الإشارة إلى وجود أكثر من 17 ألف حالة مرضية سرطانية سنوياً، و يضاف إليهم 1.5 ألف حالة ‏للأطفال، في حين يبلغ عدد المراكز التابعة للوزارة لتلقي علاج السرطان 19 مركزاً موزعين على مختلف المحافظات السورية، ‏موضحاً أنه لا يوجد سوى معمل واحد، وهو خاص ينتج بعضاً من الأصناف الخاصة بأمراض السرطان، ومعملين آخرين قيد ‏التراخيص.‏
‏ ونوه بأن جميع العقود المبرمة مع الوزارة لجهة تأمين الأدوية، سواء السرطانية أو الأدوية الأخرى متوقفة لحين الانتهاء من ‏مصداقيتها وشفافيتها.‏

‏ نقص حاد ‏

رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لمرضى السرطان الدكتور جميل الدبل، بيّن أن حالة الفقر التي ‏يعاني منها المواطن السوري حالياً، بالإضافة لصعوبة تأمين بعض الأدوية وغلاء ثمنها، كل ‏ذلك يؤدي إلى زيادة المعاناة والتي تتضاعف مرات ومرات عديدة عند مرضى السرطان في ‏سوريا، بسبب ندرة توافر أدوية السرطان فيها حالياً، وارتفاع ثمنها وعدم قدرة المرضى على ‏شرائها، حيث لا يتوفر لدينا حالياً سوى 20 من الاحتياجات الفعلية في أحسن الأحوال لبعض ‏أنواع السرطانات، بينما نفدت الكمية تماماً لأنواع أخرى، ما ينذر بكارثة صحية تطول الأطفال ‏واليافعين على حد سواء. ‏
وأوضح الدكتور الدبل أن السرطان يعد من أكثر الأمراض فتكاً، ويشكل تهديداً حقيقياً لحياة ‏العديد من المرضى، وبالتالي وفي ظل هذا النقص الحاد في الأدوية، فإن آلاف المرضى في ‏سوريا عرضة لفقدان الفرصة في العلاج المناسب والفعال ، ما يزيد من نسبة الوفيات ويعمق ‏معاناة الأسر التي تعاني بالفعل من الأعباء النفسية والمالية الناتجة عن هذا المرض .‏
وأضاف الدكتور الدبل: لذا فإننا ندعو وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تسليط الضوء على ‏هذه الأزمة الصحية الحرجة، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الحكومة ‏والمنظمات الصحية المحلية لمحاولة تأمين الإمدادات الأساسية من الأدوية اللازمة والإسعافية ‏لمرضى السرطان في سوريا ، كما نطلب من المجتمع الدولي تقديم الدعم المطلوب، سواء كان ‏من خلال التبرعات أو المساعدات الإنسانية لضمان وصول الأدوية اللازمة لإنقاذ الأرواح ، ‏ونوه بأن نشر الوعي حول هذه المشكلة يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً وينقذ حياة العديد من ‏الأشخاص، نحن بحاجة إلى صوت الإعلام القوي لنشر هذا النداء والتأكيد على أهمية العمل ‏الجماعي في مواجهة هذه الكارثة، التي ستحل خلال أسابيع قليلة على مرضى السرطان في ‏سوريا وأسرهم، وتزيد المعاناة وتكون سبباً في فقد الأرواح وزيادة الألم وتعميق الشعور ‏باليأس.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار