الحرية– إلهام عثمان:
في الأمراض العصبية، يبرز الصرع كتحدٍ معقد يؤثر على حياة الملايين، ناتجاً عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ، ومع أن العلاج الدوائي هو الركيزة الأساسية في التعامل معه، إلا أن البحث عن سبل داعمة لتحسين جودة حياة المصابين يبقى مستمراً.
صحيفتنا “الحرية” التقت خبير الأعشاب عبد العزيز العلي، الذي سلط الضوء على طبيعة هذا المرض، أسبابه، ودور بعض الأعشاب كعامل مساعد، مؤكداً ضرورة الالتزام بالإشراف الطبي الدقيق.
مرض عصبي
حيث يبين العلي أن الصرع “مرض عصبي ناتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ”، ويُشدد على أن علاجه الرئيس يكون بالأدوية”، لكنه يضيف: هناك أعشاب تساعد على دعم الأعصاب وتهدئة الجهاز العصبي، ويفضل دائماً استخدامها بجانب العلاج الطبي وتحت إشراف الطبيب.
أسبابه
وعن أسباب هذا الاضطراب العصبي، يفصل العلي العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالصرع، مصنفاً إياها إلى عدة فئات رئيسية وهي أسباب خلقية منذ الولادة، والتي تشمل مشاكل أثناء الولادة مثل نقص الأكسجين عند الولادة- أو تشوهات في نمو الدماغ، أو إصابات داخل الرحم، وقد تكون أسبابه وراثية حيث يلاحظ وجود تاريخ عائلي للإصابة بالصرع، وبعض أنواعه مرتبطة بطفرات جينية، أو ربما نتيجة لإصابات الدماغ، كتعرض الرأس لضربة قوية (ممكن حادث أو سقوط)، أو وجود أورام دماغية، أو جلطات دماغية ونزيف في الدماغ.
مضيفاً: وربما بسبب أمراض تؤثر على الدماغ مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، التصلب اللويحي، أو أمراض استقلابية نادرة، أيضاً قد تكون بسبب مشاكل في التمثيل الغذائي أو نقص بعض المواد كالنقص الشديد في سكر الدم، أو نقص الصوديوم أو الكالسيوم، وكذلك انسحاب الكحول أو بعض الأدوية.
كما يشير العلي إلى أنه يوجد حوالي 50 بالمئة من حالات الصرع هي مجهولة السبب الدقيق لأسبابه و تسمى “صرع مجهول.”
الأعشاب كدعم
وفيما يتعلق بالدعم الطبيعي، يقدم العلي قائمة ببعض الأعشاب التي قد تكون مفيدة في حالات الصرع، مؤكداً أنها كـ”مكمل داعم” وليست بديلاً للعلاج، وهي البابونج والذي يعمل كمهدئ ممتاز للأعصاب، ويقلل من التوتر المسبب للنوبات، و ينصح بكوب دافئ قبل النوم.
ونبات الجنكة بيلوبا (Ginkgo Biloba) الذي يساعد على تحسين الدورة الدموية في الدماغ، لكنه يحذر بأنه لا يستخدم مع أدوية الصرع من دون استشارة الطبيب، وذلك خوفاً من تداخله معها.
أما نبات اللافندر (الخزامى) فهو يساعد على تقليل التوتر وتحسين النوم، ويُستخدم زيته في الاستنشاق أو التدليك.
وكذلك حشيشة الهر (Valerian) وهي مهدئ طبيعي، ويقلل النشاط الكهربائي الزائد في الدماغ.” يُستخدم كمغلي أو كبسولات، لكن باعتدال.
و بالنسبة للزنجبيل فيعتبر مضاد التهاب، ويحسّن من الدورة الدموية، ويمكن استخدامه كمشروب يومي، مع ملاحظة أنه لا يعطى لمن يعاني من القرحة أو ضغط مرتفع بدون استشارة طبيب.
أما الكركم (مركب الكركمين) فيخفف الالتهاب العصبي، وهو يضاف للطعام أو يُشرب مع الحليب.
تحذيرات
ومع هذه الفوائد المحتملة، يُشدد العلي على ملاحظات مهمة جداً، أنه يجب على مرضى الصرع الالتزام بها، عدم توقيف دواء للصرع أبداً من دون استشارة الطبيب، كما حذر من عدم الاعتماد فقط على الأعشاب، إذ إنها مكملات داعمة وليست بديلاً للعلاج.
ولفت العلي إلى أن بعض الأعشاب قد تتفاعل مع أدوية الصرع وتزيد من الأعراض، لافتاً إلى الحرص على نظام نوم منتظم وتجنب التوتر والمنبهات.
وأكد العلي أن التعامل مع الصرع يتطلب نهجاً متكاملاً يجمع بين العلاج الطبي الحديث والدعم الطبيعي المدروس، فالمعرفة والالتزام بالإرشادات الطبية هما السبيل الأمثل للتحكم بهذا المرض وتحسين جودة حياة المصابين.