العاطفة والإبداع في المجموعة الشعرية ضفّة المعنى للدكتور أسامة حمود

الحرية- محمد خالد الخضر:
ضفّة المعنى نصوص شعرية تعكس واقعاً إنسانياً وعاطفياً ووجدانياً وتعبر بشفافية إلى عواطف المتلقي بصدق لأنها جاءت عبر الواقع ومن الواقع في مكونات جعلتها الموهبة سهلة ممتنعة لكنها تؤدي الأغراض النفسية المطلوبة .
تبدو الإشارات الرمزية في النصوص أنها قادرة على التعامل في الوقت المعاصر لأنها تعبّر عن العالم الداخلي ضمن حركة فعل درامي يسعى الشاعر إلى تحقيقها في شخصياته أو مؤشراته أو عواطفه فيقول في قصيدة ربيع مشتهى:
أي المدائن في الأصقاع تؤويني
خال هو الدرب من حب ومن طين
ظل الحجارة مسفوك على وجعي
والشمس إذ تقتفي الأحجار تؤذيني
أيقظت ذاكرتي فاستوفرت قلقاً
واشّارعت قصص جذلى لترقيني.
نجد أن الشاعر برغم انسجامه العاطفي يسعى لتغيير مكونات الكلمة أو إعادة الصياغة لتستوقف المتلقي بشكل أوسع.
ونجد في صوره أن الأحداث مترادفة ومتعاقبة ليشير إلى القادم والمتلقي، إلى إعادة بناء الحضور الحياتي من خلال تجاذب الأمل أو تحولاته في العوالم على خلاف كينونتها سواء أكانت معلومة أو مجهولة يقول في قصيدة اكتمال:
يا أيها المشتاق بدد وحشة
للروح في قاع الضنا والتيه
تبدي الحمائم في الغرام تمنعاً
والشوق تحت جناحها تخفيه
فالقلب غصن يابس متهالك
والوصل نبع دافق يرويه.
ويسهب الشاعر الدكتور أسامة حمود في وصف حالاته وانعكاساتها واصلاً الى الجمع بين الحقيقة والأسطورة والجمع بين الشعور العام والخاص فيكشف عن كل شيء خفي من خلال رؤاه ليقدم مدلولات استعارية تعطي الصورة بعداً من خلال الأحداث الإنسانية بأنواعها وتجاربها وتماثلها فيقول في قصيدة ضفائر بوح :
ضفائر البوح نبض الروح والقلم
وأغنيات فؤادي والمداد دمي
جدلتها ثملاً بالحرف أكتبه
حيناً ويكتبني في غيهب العدم
كأنه الغيث في قفر الردى هطل
أو بسمة بزغت في ثغر مبتسم.
نجد في النصوص أيضاً أحداثاً حقيقية أصبحت مكوناتها قادرة على عبور التاريخ محملة برموز أسطورية ودلالات اجتماعية تؤثر في الحياة النفسية وتسعى للأثر الإيجابي مهما كانت الأحوال مختلفة عبر أبعادها الدلالية واندفاعاتها العاطفية
فيقول في قصيدة في محراب البطولة:
من أي أبدأ والمقام كبير
فهنا يضوع بخافقيك عبير
ويقول :
وحضارة عبر الزمان تواترت
والمجد غيم هاطل ومطير
ونخلص إلى اعتماد الشاعر الدكتور أسامة حمود في مجموعته الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب على الالتزام بأسلوب الشطرين والتمكن من توافق بحور الشعر التي اختارها موسيقياً مع المكونات الفنية الأخرى ليصل إلى ما يسعى إليه عبر حركة الزمن والتاريخ.