الحرية – مركزان الخليل :
أكد الخبير التنموي “وائل الحسن” في تصريح لصحيفة” الحرية” أن مشاركة سورية في مؤتمر المناخ (COP30)، بقيادة السيد الرئيس أحمد الشرع، تمثل نقطة تحول استراتيجية في موقع سورية ضمن النظام المناخي العالمي، ليس فقط من منظور بيئي، بل أيضاً من زاوية اقتصادية استراتيجية، هذه المشاركة تعكس إدراكاً متقدماً بأن العدالة المناخية، لا تنفصل عن العدالة التمويلية، وأن الدول الخارجة من النزاعات، مثل سورية، تحتاج إلى أدوات تمويلية مرنة، منصفة، وغير مشروطة، لتتمكن من بناء اقتصاد أخضر مستدام.
التمويل المناخي: فجوة الإنصاف بين الشمال والجنوب
وهنا أوضح “الحسن” أن النظام الحالي للتمويل المناخي، يعاني من اختلالات هيكلية، أبرزها تركيز الدعم في الدول ذات الاستقرار السياسي والاقتصادي، بينما تُهمّش الدول المتأثرة بالحروب أو العقوبات.
خبير تنموي: سورية تحتاج إلى أدوات تمويلية مرنة منصفة لتتمكن من بناء اقتصاد أخضر مستدام.
مشيراً إلى أن سورية، كدولة جنوبية متضررة من النزاع، تطرح نموذجاً جديداً للتمويل المناخي، يقوم على الاعتراف بالضرر المركب (الحرب والتغير المناخي)، وتطالب بإدراج هذا العامل ضمن معايير التخصيص المالي.
الأثر الاقتصادي لمشاركة سورية
كما توقع “الحسن” أن تفتح هذه المشاركة الباب أمام إعادة دمج سورية في آليات التمويل الدولية، مثل صندوق المناخ الأخضر، وصندوق الخسائر والأضرار، مما قد ينعكس على تحسين البنية التحتية، دعم الزراعة المستدامة، وتطوير الطاقة المتجددة.
وبالتالي فإن المشاركة تعزز من جاذبية سورية للاستثمار الأخضر، خاصة في قطاعات المياه، إدارة النفايات، والطاقة الشمسية، إذا ما تم توفير الضمانات التمويلية والتقنية المناسبة.
توصيات اقتصادية لمتابعة ما بعد COP30
ولضمان متابعة النتائج الاقتصادية لمؤتمر (COP30)، أوصى “الحسن” بتأسيس وحدة وطنية للتمويل المناخي، ترتبط مباشرة برئاسة الحكومة، وتعمل على إعداد ملفات تمويلية متكاملة تستجيب لمعايير الجهات المانحة.
المشاركة تفتح الباب أمام إعادة دمج سورية في آليات التمويل الدولية مثل صندوق الخسائر والأضرار
إلى جانب إطلاق خارطة استثمار أخضر توضح الفرص المتاحة في القطاعات البيئية، وتُعرض على شركاء الجنوب العالمي والمؤسسات الدولية، إضافة إلى تبني سياسة مناخية اقتصادية، تربط بين أهداف التنمية المستدامة، وخطط التعافي الاقتصادي، وتُدرج ضمن الموازنات العامة للدولة.
سوريا صوت ناطق باسم الجنوب
وخلص الحسن إلى أن سورية، من خلال مشاركتها في (COP30)، تطرح نفسها كـ”صوت ناطق باسم الجنوب العالمي”، يطالب بإصلاح النظام المناخي الدولي ليكون أكثر عدالة وواقعية، ويُعيد الاعتبار للدول التي دفعت أثماناً مضاعفة نتيجة التغير المناخي والنزاعات.