الحرية- ميمونة العلي:
دعت مديرية ثقافة حمص لمناقشة الواقع الثقافي في المدينة وفضاءات الحرية المتحققة بعد النصر، ضمن ورشة عمل ثقافية حضرها جمهور الثقافة وأعضاء فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص ضمت الورشة ثلاثة محاور وهي: (دور المثقفين في مرحلة إعادة البناء الثقافي في حمص والتحديات الحالية و المستقبلية والمقترحات والتوصيات).
وأوضح المدرب الإداري خالد الجودي أن دور المثقف اليوم بعد سنوات من الظلم وطمس الهوية أمانة كبيرة، على الجميع أن يضطلع بها لبناء الفكر النقدي، والتأسيس للعمل الجماعي.
ورأى أن التحدي الأول الذي يواجهه المثقف بعد التحرير هو التخلص من شرنقة القيود الوهمية التي عششت في العقول نتيجة القمع الذي مورس لعشرات السنين.
المخرج المسرحي فهد رحمون، من فرقة إشبيليا، وهو من أبناء حي بابا عمرو كما عرّف عن نفسه وعانى كل ظروف القهر خلال الحرب، لفت إلى فكرة مهمة أنه ليس بالضرورة أن كل ثائر هو أديب، وبين الحاجة الكبرى للأكاديميين لصقل المواهب الشابة في الفنون كافة.
وعرّف المخرج حسن عكلا المثقف بأنه كينونة إنسانية خالصة لوجه الفن ويتسم بروح العدالة، وأن الثقافة شفيع جميل وموحِّد نفسي عاطفي، مبيناً أن كل من حضر الورشة أهل بها وهي خطوة بصفتها الأولى تعتبر ناجحة بكل المقاييس.
وبين الشاعر عبد الرزاق الأشقر من قرى تلبيسة وجوب تشميل المثقفين المغيبين خلال الحرب في المشهد الثقافي الحمصي، فمن وجهة نظره أن من يتصدر ورشة النقاش اليوم هم ذاتهم متصدرو المشهد منذ ١٤ عاماً، في حين غاب قسرياً أدباء وشعراء ويجب أن تُفتح لهم القاعات والمؤتمرات والمهرجانات بعد التحرير، لافتاً إلى نقطة مهمة وهي تشميل المناهج الدراسية في المراحل التدريسية كافة بأدب الثورة.
واقترح الدكتور قصي أتاسي تشكيل هيئات متخصصة في الأجناس الأدبية كافة لتقويم النصوص وتقييمها، لئلا تصل إلى المنابر النصوص الهزيلة.
وعقد رشيد الحكيم مقارنة بين سقف الحرية بعد التحرير وقبله، مستشهداً بالشاعر حسن الخير الذي قطع الاستبداد الأسدي لسانه مطالباً الأدباء باستثمار فضاء الحرية الحالي.
ولفت الأديب عبد اللطيف البريجاوي إلى محاربة كل أشكال التشبيح الثقافي ورفع الظلم عن الأدباء الثائرين، مستعرضاً لتجربة عاشها عندما رفض اتحاد الكتاب العرب ذات يوم نشر إحدى رواياته لأسباب غير منطقية، مبيناً أن الكاتب الثائر يبقى كذلك بفكره النقدي إلى النهاية، مبيناً أن الثورة التي قامت هي ثورة فكرية.. ثورة حرية وكرامة وليست ثورة جياع.
وأشار أسامة سفور إلى أهمية نزول المثقف من برجه العاجي إلى شوارع البسطاء وقضاياهم وضرورة ضخ دماء شابة في الثقافة، مبيناً رغبة الحضور في بناء جسور الثقة بين أطياف المجتمع كافة وأن المثقف الحقيقي يتقبل الجميع ولا يلغي أحداً ويثبت صحة قضيته وسلامتها من خلال نتاجه الملتزم بالقضايا الإنسانية.
وأوضح مدير ثقافة حمص محمود جرمشلي في تصريح للصحفيين أن هدف الورشة تبادل الآراء بين الأدباء والشعراء والنقاد في حمص، لإعادة بناء الثقافة الوطنية المبنية على احترام التنوع وإحياء القيم الأصيلة، وعلى رأسها الحرية والعدالة والكرامة، فالجميع اليوم بحاجة لثقافة تحيي النفوس تبني ولا تهدم تصدق ولا تنافق والكل مدعو للمشاركة في البناء وتعزيز القيم.
وبينت رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص الأديبة أميمة إبراهيم ضرورة أن تكون نشاطات مديرية الثقافة شاملة لكل أشكال الفنون.. موسيقا، مسرح.. إلخ، وأن تواكب النتاجات الثقافية القضايا الراهنة لتحقيق الفاعلية في الشارع الحمصي، وتكوين صورة جميلة عن التعايش الإنساني بين جميع مكونات المجتمع.