منتدى الدوحة 2025.. العدالة الدولية محور النقاش وعودة سوريّة رفيعة المستوى

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- رشا عيسى:

تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات منتدى الدوحة لعام 2025، الذي يُعد منصة عالمية بارزة لمناقشة قضايا الأمن والاستقرار.
لكن الحدث الأبرز الذي لفت الأنظار لهذا العام مشاركة الرئيس أحمد الشرع، في خطوة تحمل دلالات سياسية متعددة، وتشير إلى مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية، وتتزامن مع دعوات المنتدى لترسيخ العدالة الدولية. وتكتسب مشاركة سوريا بهذا المستوى الرئاسي في حدث إقليمي بهذا الحجم أهمية خاصة، كونها تحمل في طياتها رسائل سياسية واقتصادية متعددة الأبعاد.

دلالات سياسية وعودة دبلوماسية

الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية المهندس باسل كويفي بين في حديث لـ”الحرية” أن هذه المشاركة تعد استمراراً لعودة   الحضور الدبلوماسي السوري الرسمي إلى المحافل الإقليمية، وتطبيعاً للعلاقات مع قطر المستضيفة، بعد سنوات من التوتر.
كما يوفر المنتدى منصة للتواصل وإجراء لقاءات ثنائية مهمة، وقد شهد بالفعل لقاءات على هامش الفعاليات، منها لقاء أمير قطر ورئيس الوزراء اللبناني.
وتأتي هذه الخطوة كما يوضح كويفي في سياق دولي معقد، يتسم بتعديات إسرائيلية متكررة على السيادة السورية، وتحذيرات أممية من أزمة إنسانية خطيرة، ما ينعكس على التوازن الإقليمي واستقرار المنطقة.
وتزامنت المشاركة مع مناقشات دولية حول سوريا، ما يعزز أهميتها السياسية.

أجندة اقتصادية لإعادة الإعمار

من الناحية الاقتصادية، أكد كويفي أن الوفد السوري المشارك يركز على جذب الاستثمارات والمعرفة لدعم مرحلة إعادة الإعمار، بما ينسجم مع توجه الحكومة السورية للانفتاح الاقتصادي وبناء شراكات استراتيجية. ويبرز الاهتمام بالتعاون مع الدول التي تمتلك تقنيات متقدمة، كما ظهر في المنتدى الاقتصادي السوري- الكوري الأخير في دمشق.
وتستهدف الأجندة السورية قطاعات حيوية تشمل الصناعات المتقدمة، الطاقة المتجددة، البنية التحتية الذكية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في محاولة لإعادة بناء ما دمرته سنوات الحرب.

تحديات جسيمة أمام التعافي

ويرى كويفي أن هذه الجهود تأتي في ظل تحديات جسيمة، حيث لا يزال الاقتصاد السوري يعاني من دمار هائل في البنية التحتية، وأزمة إنسانية طاحنة تؤثر على ملايين السوريين.
كما تشكل العقوبات الدولية عائقاً كبيراً أمام أي تعافٍ اقتصادي واسع النطاق ومستدام، ما يضع عبئاً إضافياً على المساعي القائمة.

آمال وطموحات سورية

وأشار كويفي إلى أن مشاركة سوريا في المنتدى تهدف إلى تحقيق مكاسب على المستويين السياسي والاقتصادي، لكن نجاحها الفعلي مرتبط بتجاوز عوامل معقدة سياسية واقتصادية واجتماعية.
ويبقى بناء سوريا الجديدة رهناً بالعمل الدؤوب لتحقيق دولة المواطنة والتشاركية وسيادة القانون، التي ضحى السوريون من أجلها لنيل الحرية والكرامة.
وكانت فعاليات منتدى الدوحة انطلقت أمس السبت تحت شعار “ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس”، بحضور لافت من قادة وزعماء العالم، ويشهد المنتدى، الذي يُعد محطة هامة في مسارات الأمن والاستقرار والسلام العالمي، حضوراً رفيع المستوى يضم أكثر من 6 آلاف شخص و471 متحدثاً من نحو 160 دولة، في تجمع دولي يهدف إلى مناقشة أبرز التحديات العالمية وسبل تجاوزها.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار