العطلة الصيفية بين لهو الأطفال وقلق الأهل.. اختصاصيون يدعون إلى منح الثقة للطفل ومراقبة سلوكياته

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– لوريس عمران:

انتهى العام الدراسي بالنسبة لطلاب الصفوف الانتقالية، وبدأت العطلة الصيفية التي تشكل متنفساً للطلاب الذين ما إن خرجوا من مدارسهم الخميس الماضي، حتى علت أصوات صيحاتهم وضحكاتهم في الأرجاء وهم يسارعون إلى التخطيط فيما بينهم لقضاء أوقات مسلية بين الأصدقاء.

إلا أن هذه الفرحة التي تملأ وجوه الطلاب المتدرجين في الأعمار، لا تخلو من منغصات، في ظل غياب واضح لدور بعض الأهالي في متابعة ورعاية أبنائهم خلال العطلة الصيفية، الأمر الذي يعرض الأطفال لخطر الانحراف ورفاق السوء، ناهيك عن الأمراض الناتجة عن عادات غذائية وسلوكية خاطئة.

الحرية المفرطة… بوابة لمخاطر متعددة

السيدة منى أحمد (أم لطالب في الصف الخامس) تؤكد في حديث لصحيفتنا “الحرية” أن انتهاء العام الدراسي يعني لها بداية موسم القلق، شارحة إن ابنها وأصدقاءه في المدرسة يخرجون صباحاً و يعودون في المساء، مبينة أنها لا تستطيع ملاحقة ابنها كل الوقت، ولا تعرف أين يذهب وكيف يقضي وقته.

فيما أشارت السيدة نهى (أم لثلاثة أبناء)  إلى أن الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر بها البلاد جعلت منها وزوجها رهينة  العمل طوال الوقت، ما يشجع أبناءها على اللعب في الشارع طوال الوقت بسبب غيابهما الطويل عن المنزل وعن مراقبة الأولاد.

من جهتها أكدت السيدة ريم محمد ( أم لطالبة قي الصف الرابع) أن العطلة الصيفية تزيد من عبء المسؤولية ومتابعة ابنتها التي تطلب اللعب مع صديقاتها وزيارتهن في منزلهن أو العكس، وتضيف: لا أستطيع منع ابنتي من اللعب ومرافقة صديقاتها، لكني في الوقت ذاته أحرص على التواصل معها وهي خارج المنزل ومراقبة تصرفاتها.

تحذير

بدوره حذر الموجه التربوي أحمد كنعان من خطورة ترك الأطفال بلا توجيه، خاصة في سن المراهقة، حيث يسهل التأثير عليهم من قبل رفاق السوء، وأضاف:  غياب الرقابة لا يعني فقط ترك المجال لسلوكيات غير مرغوبة، بل يعني أيضاً تعريضهم لحوادث الطرق والانخراط في تجارب ضارة مثل التدخين أو التسوّل أو تعاطي مواد مؤذية.

صحة الأطفال في مهبّ المأكولات المكشوفة

في أحياء عدة في مدينة اللاذقية، تنتشر عربات البوظة والحلويات المكشوفة، التي تجذب الأطفال لرخص أسعارها وألوانها الزاهية، لكن هذه المأكولات بحسب ما أكد طبيب الأطفال الدكتور سامر علي  تشكل خطراً حقيقياً على صحة الأطفال، شارحاً أن الكثير من هذه المنتجات تعرض في ظروف غير صحية، ما يزيد من احتمالية إصابة الأطفال بأمراض معدية كالتسمم الغذائي، الإسهالات، أو التهابات الأمعاء.

غياب التوعية

يشير عدد من الأهالي إلى افتقارهم للمعلومات حول كيفية قضاء أطفالهم للعطلة بطريقة آمنة ومفيدة، فقلة النشاطات الصيفية المنظمة وعدم توفر مراكز مجانية أو منخفضة التكلفة للتدريب والترفيه، يدفع بالكثير من الأطفال إلى الشوارع.

ما الذي يمكن أن يفعله الأهل؟

دعا الخبير الاجتماعي  نزار حسن في حديث “للحرية” إلى اعتماد خطة أسرية للعطلة الصيفية، تتضمن جدول يومي منظم يوازن بين اللعب والراحة والتعلم و التحاق الأطفال بدورات مفيدة مثل تعليم اللغة، المهارات اليدوية، أو الرياضة، بحسب ميولهم بالإضافة إلى تعزيز الحوار الأسري والاستماع لمشاكل الطفل وأفكاره دون قمع والرقابة الإيجابية، أي متابعة الطفل دون خنقه أو إشعاره بعدم الثقة أيضآ توجيه الطفل لاختيار أصدقائه والتوعية بمخاطر الانسياق وراء السلوكيات السلبية والحرص على تغذية صحية وتجنب شراء المأكولات المكشوفة أو من مصادر غير مضمونة.

بناء شخصية الطفل

العطلة الصيفية فرصة ذهبية لتقوية العلاقة بين الآباء وأبنائهم، وتنمية مهارات الأطفال وبناء شخصيتهم. أما إهمال هذه المرحلة، فقد تكون نتائجها وخيمة على المدى البعيد. في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، حيث تبقى الأسرة رغم التحديات الحصن الأول والأقوى في حماية الأطفال وتوجيههم نحو مستقبل أكثر أمانا.

Leave a Comment
آخر الأخبار