العمل الإنساني والتطوع خطا الدفاع الأول .. توفير الاحتياجات الأساسية والرعاية الصحية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – بشرى سمير:
يُظهر العمل التطوعي كيف يمكن للفرد أن يُسهم في إحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين أثناء الأزمات ما يعزز من القيم الإنسانية والتضامن في أوقات الحاجة.
وكم هو جميل وإنساني أن تمدَّ يد العون لإغاثة الملهوف أو لإنقاذ حياه كائن سواء كان من البشر أو من بقية المخلوقات.. في اليوم العالمي للعمل الإنساني لنا وقفة مع هذا المصطلح العميق للعمل الإنساني الذي يعني تقديم الدعم والمساندة للأفراد أو المجموعات من دون انتظار مقابل مادي، سواء كان هذا الدعم ماديًا أو معنويًا أو فكريًا
غادة محمد متطوعة في الهلال الأحمر السوري بينت للحرية أن العمل الإنساني التطوعي يهدف إلى تحسين جودة الحياة والمساهمة في تقدم المجتمع وتطوره سعيًا إلى تحقيق أهداف نبيلة مثل تخفيف المعاناة، وحماية الأرواح، والحفاظ على كرامة الإنسان.
وأشارت محمد إلى أهمية العمل الإنساني التطوعي في تحسين حياة الأفراد والمجتمع وتحسين ظروفهم المعيشية. كما أنه يعزز التماسك الاجتماعي ويسهم في بناء جسور التعاون والتآزر في تنمية المهارات والخبرات ويعزز العمل التطوعي قيم العطاء والتراحم والتكافل الاجتماعي.
في جمعية التميز الخيرية إحدى المتطوعات أشارت إلى الدور الكبير الذي لعبته الجمعية في تقديم المساعدات للأسر المحتاجة الخيرية ، أو في تنظيم الفعاليات مشيرة إلى أن التطوع يعد قيمة اجتماعية وأخلاقية تجمع بين روح العطاء والمسؤولية حيث يُسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي وتلبية احتياجات الفئات المختلفة في المجتمع.
من جانبها الدكتورة نورهان النقشبندي من كلية التربية أشارت للحرية إلى أن العمل التطوعي يلعب دوراً مهماً في مواجهة الأزمات الإنسانية، حيث يُسهم بشكل كبير في تقديم الدعم العاجل والفعال للمجتمعات المتضررة خلال الأزمات، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية، يصبح المتطوعون خط الدفاع الأول في توفير الاحتياجات الأساسية، مثل الطعام والماء والرعاية الصحية، بالإضافة إلى الدعم النفسي للمجتمعات المتأثرة.

الاستجابة السريعة

مع التأكيد على الاستجابة السريعة لقدرة المتطوعين على التحرك بسرعة لتقديم المساعدة في اللحظات الحرجة و إيصال الإغاثة للمناطق النائية التي يصعب الوصول إليها من قبل المؤسسات الرسمية و تخفيف الضغط على الموارد الرسمية القادمة من الحكومات والمنظمات الإنسانية. من خلال هذه الأدوار، يُظهر العمل التطوعي كيف يمكن للفرد أن يُسهم في إحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين أثناء الأزمات ما يعزز من القيم الإنسانية والتضامن في أوقات الحاجة.
منوهة بوجود عدة أنواع للعمل التطوعي منها التطوع الفردي و يتم بجهد شخصي مستقل حيث يُقدم الفرد المساعدة مباشرةً للآخرين أو يشارك في المبادرات المجتمعية.
وهناك التطوع المؤسسي يكون ضمن منظمات أو جمعيات خيرية تُنظم الجهود وتوجهها لتحقيق أهداف محددة وهناك نوع ثالث وهو التطوع التخصصي وظهر خلال جائحة كورونا حيث انبرى عدد من الأطباء إلى تقديم نصائحهم الطبية خلال الجائحة لمختلف الاختصاصات بسبب عدم قدرة الناس على خروج من منازلهم آنذاك يعتمد، وهذا النوع على المهارات والخبرات المهنية مثل تقديم استشارات طبية أو قانونية، أو تعليمية مجاناً.

التطوع الطارئ

وأضافت: ولا ننسى التطوع الطارئ الذي يتم في أوقات الأزمات والكوارث مثل الزلازل أو الحرائق، وكان هناك العديد من المتطوعين من الشباب لتقديم المساعدة والدعم العاجل للمتضررين.
وأضافت، هذا التنوع في أشكال العمل التطوعي يُتيح الفرصة لكل فرد في المجتمع للمساهمة بما يملك من قدرات وموارد ما يُعزز روح التعاون ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

قلة الدعم المادي

ولم تغفل النقشبندي وجود العديد من التحديات التي قد تؤثر على المتطوعين في تأدية دورهم بفعالية وأهم هذه التحديات نقص الموارد والإمكانات وقلة الدعم المادي أو الأدوات اللازمة لتنفيذ الأنشطة التطوعية
وضعف التخطيط يؤدي إلى عدم كفاءة الأنشطة التطوعية مشيرة إلى ضرورة البحث عن شراكات مع الجهات المانحة أو المؤسسات المجتمعية لتمويل المشاريع التطوعية وتوفير الاحتياجات الأساسية والعمل على إعداد خطط واضحة وتوزيع الأدوار بين المتطوعين لضمان تحقيق الأهداف بكفاءة. وإدارة الوقت بفعالية وتحديد أوقات محددة للأنشطة التطوعية من دون التأثير على الالتزامات الأخرى مع توفير برامج تدريبية وورش عمل لتعزيز قدرات المتطوعين وتوفير الدعم النفسي لهم وتشجيعهم على أخذ فترات راحة منتظمة

حالة صحية

من جانبه للدكتور مروان عقيل خبير من العمل الإنساني بيّن أن العمل التطوعيّ هو حالة صحية موجودة في جميع الأوقات يزداد عملها في أوقات الحرب والأزمات لتكون رديفاً لمؤسسات الدولة لذلك فقد برز دورهم لتخفيف العبء عن كاهل الحكومات والعمل بجانبهم يداً بيد، والعمل التطوعي متأصل في نفوس الشعب السوري منذ أقدم العصور كما بيّن د. عاقل أن هناك نوعين من الجمعيات الخيرية في سورية بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية؛ الجمعيات المغلقة ويستفيد منها فقط المنتسبون لها، وجمعيات مفتوحة تقدم خدمات عامة للجميع، وقد تزايد عدد الجمعيات في سورية ليصل إلى ١٥٠٠ جمعية، بعد وقوع الزلزال المدمر في حلب.

Leave a Comment
آخر الأخبار