العيد الأول بعد التحرير.. أسواق عامرة بالسلع في درعا وحركة تجارية نشطة غابت لسنوات

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح:
ارتفعت وتيرة ارتياد الأسواق في محافظة درعا قبيل أيام من حلول عيد الفطر السعيد، حيث تشهد الأسواق حركة تجارية نشطة وغير مسبوقة مع توافد المواطنين لشراء مستلزمات العيد من ملبوسات وحلويات وغيرها، وسط أجواء من البهجة والشعور بالأمان، وخصوصاً أنه العيد الأول الذي يمر بعد سقوط النظام البائد، ما جعل للعيد هذا العام نكهة خاصة بعد التحرير.
وفي جولة على عدد من الأسواق في مدينة درعا وفي مدينة الصنمين، رصدت صحيفة “الحرية” ازدياد وتيرة التسوق واستمرار المحال التجارية في عملها حتى ساعات متأخرة من الليل، فيما تغص الأسواق بكل أنواع السلع والمواد التي لم تكن متوافرة سابقاً، كما رصدت تبايناً في اهتمامات المتسوقين، وبالمجمل تصدرت حلويات العيد قائمة اهتمامات المتسوقين، تلتها الملبوسات والأحذية، فيما استحوذت الاكسسوارات والعطورات على حصة من اهتمامات المتسوقين.
إحدى السيدات وصفت أجواء العيد هذا العام بالمختلفة، فكما تقول، ثمة شعور بالبهجة والراحة النفسية، وخصوصاً مع وجود عدد كبير من عناصر جهاز الأمن العام الذين يعملون على توفير الحماية للأسواق ومنع السيارات والدراجات النارية من الدخول إلى منطقة الأسواق الرئيسية وإزعاج المواطنين.
وفي حديثها للصحيفة أكدت السيدة أنها تحاول التكيف مع الأسعار عبر مبدأ المفاضلة بين الحاجيات وشراء مستلزمات العيد على مراحل، كشراء الضروري من الألبسة لأطفالها ثم الانتقال في مرحلة ثانية إلى شراء بعض أصناف الحلويات اللازمة لضيافة العيد.
وأكد محمد قبلان صاحب محل حلويات في مدينة الصنمين أن حركة السوق هذا العام جيدة مقارنة بالمواسم السابقة، وخصوصاً مع انفتاح الأسواق واعتماد مبدأ المنافسة والسوق الحر، وهذا كله شجع المواطن على اختيار ما يناسبه من حيث السعر والجودة، لافتاً إلى أن انخفاض الأسعار شمل معظم أصناف الحلويات وبنسب متفاوتة تختلف حسب النوعية وحسب جودة المكونات المستخدمة.
وكما هي العادة، استأثرت البسطات بحصة وافرة من أسواق العيد، حيث ازداد عددها في الأسواق بشكل ملحوظ دون أن تستثني شيئاً من معروضاتها، بدءاً بالحلويات والسكاكر، مروراً بالألبسة والأحذية وليس انتهاء باكسسوارات وألعاب الأطفال.
مواطنون أكدوا في حديثهم للصحيفة أن الأسواق تشهد هذا الموسم تواجداً أكبر للبسطات وحركة نشطة مقارنة مع مواسم سابقة، وهو ما يتيح إمكانية الاختيار أمام الزبائن بينها وبين المحال التجارية، وكلٌ حسب مقدرته المادية.
وأشارت إحدى السيدات إلى أن هذه البسطات باتت متنفساً للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود، وذلك بالنظر إلى رخص أسعارها مقارنة بأسعار المحال المتخصصة، وهذا الفارق يعد كبيراً ومغرياً – كما تؤكد السيدة – كما أن هامش المفاصلة في السعر مع باعة البسطات يعد أوسع ومتاحاً أكثر من المحلات.
بدوره، أوضح المحلل الاقتصادي عبد اللطيف أحمد أن الحركة النشطة التي تشهدها الأسواق تعكس حالة الارتياح الذي بات سائداً بعد سقوط النظام البائد، وخصوصاً لجهة الحركة التجارية واستقرار سعر الصرف وإمكانية التسعير بالدولار، وهي من العوامل التي ساهمت في إعطاء نوع من الطمأنة للتجار.
وأضاف: إن وضع الأسواق يؤشر على تحسن في تدفق السيولة النقدية، وهذا ناجم في جزء منه عن المنحة التي تم صرفها قبيل العيد، وفي جزء آخر نتيجة لتحويلات المغتربين التي عادة ما تزداد في فترة الأعياد.

Leave a Comment
آخر الأخبار