الحرية- ترجمة وتحرير: لمى سليمان
اتفقت الصين والولايات المتحدة على تعليق الحرب التجارية التي بدأها دونالد ترامب لمدة 90 يوماً، كما خفضت الدولتان الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 115%، في حين صرّح وزير الخزانة الأمريكي بأن أياً من الجانبين لا يرغب في فك الارتباط.
وفي حديثه لوسائل الإعلام بعد محادثات جنيف، صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن كلا الجانبين أبديا احتراماً كبيراً في المفاوضات، مؤكداً أن آراء الوفدين هذا الأسبوع تشير إلى أن أياً من الجانبين لا يريد فك الارتباط.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية فإن قرار خفض الرسوم الجمركية الذي تم تطبيقه لمدة 90 يوماً كان على الرسوم التي أعلنها دونالد ترامب في الثاني من نيسان الفائت، لتتصاعد هذه الرسوم في النهاية إلى 125% على الواردات الصينية، مع رد بكين بإجراءات مماثلة.
كما فرضت الصين تدابير غير جمركية، مثل تقييد تصدير المعادن الأساسية الضرورية لتصنيع السلع التكنولوجية المتقدمة في الولايات المتحدة.
وقد صرح الممثل التجاري الأمريكي، جيميسون غرير، بأن رد الصين كان غير متناسب، ويرقى إلى مستوى حظر فعلي على التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكما جاء في الغارديان فإن خصم 115%، سيخفض الرسوم الجمركية الصينية على السلع الأمريكية إلى 10%، بينما ستُخفض الضريبة الأمريكية على السلع الصينية إلى 30%، ويرجع ذلك إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية تشمل نسبة 20% التي فرضها ترامب قبل الحرب التجارية الأخيرة، والتي قال الرئيس إنها مرتبطة بدور الصين في أزمة الفنتانيل الأمريكية، وستظل الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل سارية.
في حين أكد متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن هذه الخطوة تلبي تطلعات المنتجين والمستهلكين في كلا البلدين، وتخدم مصالحهما المشتركة، وتخدم المصلحة العامة للعالم، أملاً أن يواصل الجانب الأمريكي، بناءً على هذا الاجتماع، المضي قدماً في نفس الاتجاه مع الصين، وأن يصحح تماماً الممارسة الخاطئة المتمثلة في رفع الرسوم الجمركية من جانب واحد، وأن يعزز باستمرار التعاون ذي المنفعة المتبادلة.
قفز اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر مع ورود إشارة لتوقف الحرب التجارية. وتشير بعض التقديرات إلى أن ما يصل إلى 16 مليون وظيفة معرضة للخطر في الصين، بينما تواجه الولايات المتحدة ارتفاعًا في التضخم ورفوفًا فارغة بسبب الرسوم الجمركية الباهظة على أكبر مورد للسلع الأمريكية.
كما أعرب بيسنت عن إعجابه بمستوى التفاعل الصيني في قضية الفنتانيل خلال المحادثات في سويسرا مشيراً إلى أن الجانب الصيني قد أدرك حجم ما يحدث في الولايات المتحدة.
ونقلت «الغارديان» بياناً مشتركاً صدر عن الولايات المتحدة والصين يوم الاثنين يؤكد أن الجانبين سيواصلان تعزيز العمل ذي الصلة بروح من الانفتاح المتبادل والتواصل المستمر والتعاون والاحترام المتبادل.
وصرح بدوره ويليام شين، رئيس مجلس إدارة صندوق التحوط لإدارة الاستثمارات سبرينغ ماونتن بو جيانغ، لـ«رويترز ان النتيجة فاقت توقعات السوق بكثير، فقد كان الأمل منصباً في السابق على أن يتمكن الجانبان من الجلوس والتفاوض، وكان السوق هشاً للغاية، أما الآن فهناك مزيد من التأكيد و ستشهد الأسهم الصينية واليوان ارتفاعاً لفترة من الوقت.
ومن جانبه وصف هو شي جين، المحرر السابق لصحيفة «جلوبال تايمز» الصينية القومية، على مواقع التواصل الاجتماعي الاتفاق , بالانتصار العظيم للصين في ترسيخ مبادئ المساواة والاحترام المتبادل. مشيراً، على موقع «ويبو» إلى أن اتفاقية التجارة البريطانية الأمريكية المُبرمة مؤخراً أبقت على التعريفة الجمركية الأمريكية البالغة 10% على الواردات البريطانية، بينما لم تُطبق المملكة المتحدة إجراءاتٍ مُتبادلة.
وانغ ون، رئيس معهد تشونغيانغ للدراسات المالية بجامعة رينمين في بكين, قال هذا الاتفاق بكونه إنجازٌ غير متوقع في مفاوضات التعريفات الجمركية الصينية الأمريكية، ملمحاً أيضاً إلى توخي الحذر كون الاتفاق لا يُمثل حلًا للتناقضات الهيكلية بين الصين والولايات المتحدة، ولا يعني أنه لن يكون هناك احتكاك أو خلافات جادة بين الصين والولايات المتحدة في المستقبل.
وكان من نتائج هذا الإعلان ارتفاع أسواق الأسهم في جميع أنحاء أوروبا، اذ قفز مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.5%، وكانت أسهم مرسيدس-بنز ودايملر للشاحنات وبي إم دبليو من بين أكبر الرابحين، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.2%.