الحرية – وليد الزعبي:
تعرضت الأشجار الحراجية في مختلف أنحاء محافظة درعا لتعديات جائرة خلال السنوات الفائته، وذلك بقصد التحطيب والمتاجرة من ضعاف النفوس الذين لا يدركون أو يأبهون لأهمية هذه الثروة الوطنية بيئياً واقتصادياً، علماً أن إعادة الوضع إلى ما كان عليه ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى خطط مدروسة وإمكانات ليست بقليلة لتنفيذها على مدار عدة سنوات قادمة.
٢٥ ضبطاً
وبهذا الشأن أوضح مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي في تصريح لصحيفتنا الحرية، أن الضابطة الحراجية نظمت ٢٥ ضبطاً بالتعديات الحاصلة خلال العام الجاري، والتي استهدفت قطع العديد من الأشجار في المواقع الحراجية، ولاسيما على جانبي الأوتوستراد الدولي الواصل بين دمشق ودرعا والحدود الأردنية، وطريق المزيريب وعين ذكر، وكذلك على طرفي طريق دمشق درعا القديم، إضافة إلى التعديات التي حصلت في مواقع نوى وحرفوش وتل الجابية، وقد تم تقدير عدد الأشجار المقطوعة في مختلف المواقع المذكورة بحوالي ٢٢٥ شجرة.
مدور وجديد
ومن جهتها بينت رئيسة دائرة الحراج المهندسة وسام الشحادات أن رصيد الغراس المدور الموجود في مشتل المديرية يبلغ ١١٣٣٦٣ غرسة، وهناك ١٠٢٥٠٠ غرسة من إنتاج الخطة الأخيرة، علماً أن المبيع متوقف حالياً لكون الموسم انتهى في ٣١ أيار الفائت، وبالنسبة لأسعار المبيع فهي رمزية عادةً وتحدد بقرار وزاري بهدف التشجيع على إعادة ترميم الغطاء النباتي الذي تدهور خلال عقد ونيف من الزمن، علماً أنه لم يتم صدور أي تسعيرة جديدة للموسم القادم، أما الخطة المقترحة للموسم القادم فتتضمن إنتاج ٧٥ ألف غرسة من أنواع مختلفة، وتدوير ٤ آلاف غرسة.
تحريج ٤٠ هكتاراً
وبالنسبة لأعمال التحريج التي تمت خلال العام الجاري، ذكرت رئيسة الدائرة أنها شملت ٤٠ هكتاراً ضمن مواقع حراجية مختلفة، كما شملت جوانب عدة طرقات ومداخل مدن وبلدات، والخطة المقترحة للتحريج في الموسم القادم تبلغ ٦٠ هكتاراً في مواقع مختلفة من المحافظة.
مسؤولية مشتركة
تجدر الإشارة إلى أن إعادة ترميم المواقع الحراجية والغطاء النباتي الحراجي بشكل عام، هو مسؤولية مشتركة لا تقع على عاتق مديرية الزراعة فقط، بل على عاتق المجتمع المحلي ومختلف الفعاليات أيضاً، التي ينبغي أن تسهم في تنفيذ حملات تشجير تطوعية، مع رعاية الغراس ومنع التعدي عليها، وذلك في سبيل تدعيم الواقع البيئي في منطقتنا التي باتت تعاني الجفاف نتيجة زوال الكثير من المسطحات النباتية والمائية.