«الفاو» تحذّر من مخاطر الجفاف على الأمن الغذائي في سوريا… وخبير زراعي يدعو للتحرّك العاجل

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- هناء غانم:

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “FAO”  اليوم تحذيراً مقلقاً بشأن تداعيات الجفاف الحاد الذي يضرب سوريا، ما قد يؤدي إلى خسارة كارثية تصل إلى 75 بالمئة من إنتاج القمح المحلي، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لدعم القطاع الزراعي في سوريا وتخفيف آثار هذه الأزمة.

وقال ممثل “الفاو” في سوريا توني إيتل لوكالة “رويترز”، إن المنظمة تتوقع وجود عجز غذائي يُقرر بـنحو 2.7 مليون طن من القمح عام 2025، وهو ما يكفي لإطعام 16.3 مليون شخص لمدة عام كامل، مشيراً إلى أن هذا التدهور في محصول القمح يشكل خطراً كبيراً على الأمن الغذائي لملايين المواطنين.

ودعا عفيف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لدعم القطاع الزراعي في سوريا وتخفيف آثار هذه الأزمة، مبيناً أن رفع العقوبات عن سوريا يساعد في حل المشكلة من خلال السماح باستيراد الأسمدة وتكنولوجيا الري.

وللوقوف على أهمية البيان تواصلت “الحرية” مع الخبير الزراعي أكرم عفيف، الذي أكد على ضرورة عقد ورشة عمل وطنية بمشاركة الحكومة و وزارة الزراعة ومنظمة الفاو وغيرها من المنظمات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان، لأن الموضوع مرتبط بالأمن الغذائي، والزراعة هي الضامن لاستمرار الوجود الإنساني للخروج بتوصيات ملزمة للنهوض بالقطاع الزراعي، مبيناً أن الموضوع هام وخطير جداً، وخاصة أن العالم حالياً يشهد حالة تغير مناخي كبيرة تجلت في الجفاف خلال فصل الشتاء والذي ندرت فيه  الأمطار وكانت غير كافية.. الأمر الذي أدى إلى خروج المحاصيل التي تزرع مثل القمح والشعير وحبة البركة والكزبرة والكمون وغيرها من المزروعات التي خرجت من العملية الإنتاجية هذا الموسم، الأمر الذي بات يهدد أكثر من 75% من المحاصيل بالخطر وأهمها القمح، لذلك كان لابد من حماية المحاصيل، ومن أهم  طرق الحماية إيجاد آلية للتأمين على المزروعات وتقليل المخاطر تجنباً لخسارة الفلاحين بحيث يتمكن الفلاح في حال  الجفاف من تعويض الخسائر التي تلحق به وهذا الأمر هام.

وأضاف عفيف أنه على الجهات المعنية العمل على تمويل العمليات الإنتاجية للمزارعين لأن تكاليف التمويل مرتفعة، وكذلك جزء كبير من الأراضي لم تتم سقايتها لعدم قدرة المزارع على شراء المازوت لضخ المياه وسقاية الأراضي المروية، مؤكداً أن القطاع الزراعي في خطر بشقيه النبات والحيوان، الأمر الذي يسبب خسائر للمنتجين، مشيراً إلى أن  الفلاح هو الخاسر الأكبر  لأنه يتعرض للمخاطر  الكبيرة اليوم، ففي سوق الهال تباع البطاطا ب 2000 ليرة سورية والخيار ب 2000 ليرة سورية في سوق الهال والثوم ب 4000 ليرة سورية  هذا كله خسائر للفلاح، كذلك الثروة الحيوانية فالأبقار التي كانت تباع ب 45 مليون ليرة سورية اليوم تباع ب 15 مليون ليرة بسبب انخفاض أسعار الحليب والجبن واللبن وزيادة التكاليف لذلك لجأ الفلاح وخوفاً من مخاطر نفوق الحيوانات بعدم اقتنائها، والأهم هو ضعف القدرة الشرائية عند المواطن.. هذا وغيره يعتبر من أهم المخاطر التي يجب بحثها والوقوف عليها حتى ننقذ ما يمكن إنقاذه في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني..

Leave a Comment
آخر الأخبار