الحرية_ لمى بدران:
كخطوة أولى ضمن رؤية جديدة تحتضن التّنوع وتكرّم الإبداع، أحيا اتحاد الكتاب العرب مساء اليوم في مقرّه بدمشق أمسية شعريّة تحت عنوان “فجر جديد” حضرها في خطوة لافتة عدة وفود رفيعة المستوى من مكتب رئاسة الجمهورية العربية السورية، ومكتب وزارة الداخلية، ومعاون وزيرالخارجية أ. محمد الأحمد، ومسؤول النقابات في الهيئة العامة للشؤون السياسية مصطفى العثمان، وشارك فيها مجموعة شعراء بقصائد منوّعة وهم السادة: محمد زياد شودب، بسمة شيخو، خالد محيميد، إبراهيم جعفر، خليل الأسود، زياد الشملان.
الفجر الجديد هو الفجر الأخير الذي ينشُده الاتحاد ليجمع جميع السوريين ضمن سماء واحدة وسقف واحد، وذلك حسبما ذكر لنا رئيس اتحاد الكتاب العرب السيد محمد طه العثمان، وعن تقييمه للأمسية قال: كنّا اليوم في الأمسية نشكّل حالة سورية صحيّة نريد أن نقول من خلالها أننا مصرّون على العمل يداً بيد من أجل بناء سورية، وأضاف: كان هناك تناغماً تلقائياً غير مخططاً له من خلال نصوص كبيرة تحمل هم الشعب السوري وتوازي ما عشناه على مستوى الداخل والخارج، فنحن نحلم بوطن كبير يضم كل الشعراء الذين يريدون أن يبدعوا لهذا الوطن قصائد حب وأمل.
كانت إحدى المشارَكات للشاعر خالد المحيميد الذي تعتبر مشاركته الأولى في سورية بعد غياب دام ثلاثة عشر عاماً وقال في هذا الصدد: أنا كنت غائباً عن بلدي، والوقوف على منبر الاتحاد يعني لي الكثير، ورسالتي أن سورية أكبر من النزاعات والحروب والنار، وختم: المستحيل حكايات مزورة
من صلب كل محال تولد الفرص.
بدوره عدّ الشاعر المشارك زياد الشملان هذه الانطلاقة الشعرية في الاتحاد فاتحة خير، وقد ألقى نصوصاً حالمة تجسّد أحلام السوريين خلال الأربعة عشر سنة الماضية، فالنشاط الأدبي بشكل عام والشعر بشكل خاص سيكون علماً على مستوى سوريا والعالم العربي انطلاقا من دمشق حسب رأيه.
تخلل الأمسية بياناً ألقته مسؤولة النشاط الثقافي في الاتحاد الشاعرة مروة حلاوة وأبرز ما جاء فيه: “في لَحظةِ تحوُّلٍ حقيقيَّةٍ يعيشُها اتِّحادُ الكُتّابِ العربِ في سوريّة باحتضانه أدباء المهجر والنزوح بعد أن طال الغياب، آنَ للعشّ أن يستعيد طيوره المهاجرة مع فجر التحرير المبارك.. نلتقي اليومَ لنحتفيَ بالشِّعرِ وبالانتماءِ إلى هذه الأرضِ بكلِّ تنوُّعِها وعمقِها.
نَفتتحُ هذه الأُمسيةَ لا كنشاطٍ عابرٍ، بل كخُطوةٍ أُولى ضمنَ رؤيةٍ جديدةٍ تُؤمِنُ أنّ الأدبَ لا يُزهِرُ إلّا بالعَدلِ والتَّنوُّعِ والانتماءِ الصادقِ إلى الناس.
رُؤيتُنا أن يكونَ الاتِّحادُ بيتًا للجميع.. لا نادِيًا مُغلَقًا ولا منبرًا لأسماءٍ مُكرّرة.
بدوره أوضح مدير الندوة توفيق أحمد أن الاتحاد يريد أن يبحث من جديد عن الهوية الوطنية السورية من خلال الشعر وكل صنوف المعرفة وعلى حسب تعبيره فقد مللنا البيانات والشعارات البائسة، منوّهاً إلى أن كل المكونات مسؤولة عن التأسيس لعلاقات صحية، وحفظ الحقوق والحريات، ومن الضروري جداً أن نتحمل المسؤولية.
من الجدير ذكره أن هذه الأمسية الشعرية هي الأولى بعد أن استلمت لجنة تسيير الأعمال زمام الأمور في اتحاد الكتاب العرب، وفق خطط ثقافية جديدة، وخطوات سنلمس لاحقاً آثارها كافة.