أقامت مديرية البيئة بالتعاون مع مركز البحوث العلمية الزراعية ونقابة المهندسين الزراعيين في طرطوس، اليوم محاضرة بعنوان: “الفحم الحيوي وأثره البيئي في التربة والماء والهواء”، ألقاها الباحث في مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس الدكتور محمد عدنان إبراهيم.
وبيّن إبراهيم أن الفحم الحيوي هو مركب غني بالكربون، يتم الحصول عليه عندما تتعرض الكتلة الحيوية، كالخشب والروث وبقايا المحاصيل، إلى حرارة عالية بحدود (400 – 700 مo) في مكان مغلق بعيداً عن الهواء، عن طريق ما يسمى التحلل الحراري.
وذكر إبراهيم أن حبيبات الفحم الحيوي تتكون من حلقات عطرية سداسية، مع بعض الشوائب الصلبة والفراغات، التي تشكل بدورها مسامات كبيرة وصغيرة بين الطبقات، وتعطيه الطابع المسامي، مشيراً إلى أن الفحم الحيوي هو محسن خصوبي وفيزيائي للتربة وليس سماداً.
وأضاف: يقلل الفحم الحيوي من المقنن المائي للمحاصيل في المناطق الجافة، الأمر الذي من شأنه تقليل تأثير التغيرات الفيزيائية السلبية تحت ظروف الترطيب أو التجفيف، التي تسبب انكماش التربة وانتفاخها وبالتالي تحطم التجمعات الحبيبية للتربة، وانسداد مسامات التربة. كما يقلل من ارتشاح الماء في التربة الرملية ويزيدها في الطينية.
لافتا إلى أن الفحم الحيوي يقلّل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء، كما أن مسامات الفحم الحيوي ملائمة لنمو الأحياء الدقيقة (البكتيريا والفطريات) في التربة.
ونصح إبراهيم بإدراج استخدام الفحم الحيوي مع المعادلة السمادية لنباتي البطاطا والقمح كونه يسهم في زيادة الإنتاج، وتقليل تكاليف استخدام الأسمدة، منوها بأن أصحاب القرار في وزارة الزراعة والبيئة يقومون بتشجيع ودعم المزارع للحصول على هذه التقانة بقرض أو منحة مالية للمزارعين المتميزين، أو إدخالها في خطة التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بالزراعة والبيئة.
وختم إبراهيم محاضرته بتوصية نشر ثقافة إعادة تدوير بقايا المزرعة، بتحويلها إلى فحم حيوي كمحسن لخصائص التربة واستدامة خصوبتها.
الفحم الحيوي وأثره البيئي في محاضرة بمديرية بيئة طرطوس

Leave a Comment
Leave a Comment