الحرية- ميليا اسبر
“الفطر المحاري” من أهم المشاريع الاقتصادية، تكاليفه بسيطة، ويحقق الأمن الغذائي للأسرة السورية، لكن رغم أهمية المشروع لا تزال زراعته محدودة جداً مع غياب ثقافة استهلاكه في بلادنا.
الخبير الزراعي المهندس أكرم عفيف أوضح في تصريح لصحيفة “الحريّة” أن الفطر المحاري من أهم المحاصيل التي تحقق الأمن الغذائي للأسر، فهو مشروع ذو أهمية زراعية واقتصادية كبيرة، لذا يجب تشجيع المواطنين على زراعته، منوهاً أن تكاليف مشروع زراعة فطر المحاري بسيطة جداً لاسيما أنه يعتمد في زراعته على منتجات محلية، فالأبواغ تنتج محلياً وكذلك الأكياس، وأيضا التبن وغيرها، إضافة إلى أن انتاجيته عالية جداً، وفترة زراعته قصيرة، حيث يبدأ بإعطاء الإنتاج بعد شهرين فقط من زراعته.

عفيف: ضرورة العمل على تغيير ثقافة الاستهلاك عند السوريين
طريقة استخدامه
وأكد عفيف أن الفطر المحاري يمكن أن يكون مشروعاً بديلاً عن اللحوم حيث أن أسعار اللحوم البيضاء والحمراء مرتفعة جداً، وتفوق قدرة المواطن على شرائها، بينما تكاليف إنتاج كيلو واحد من الفطر حوالي 7 آلاف ليرة فقط، مضيفاً إن الفطر المحاري يمكن أن يزرع في أي زاوية من البيت، أو في حديقة المنزل بشرط أن يكون المكان مظلماً ورطباً من أجل ضمان الإنتاج.
وتحدث الخبير الزراعي عن أهمية الفطر المحاري وطريقة استخدامه فهو يفرز ويخلل ويجفف، وفي حال الاهتمام بزراعته سيكون عوضاً عن الفطر المستورد الشبيه بالبلاستيك حسب وصفه، بينما الفطر المحاري صحي خاصة للأشخاص الذين لا يستطعون تناول اللحم بسبب مشاكل صحية بحيث يصبح الفطر بديلاً عنه وذا قيمة غذائية كبيرة ربما تفوق اللحوم.
تغيير عادات الاستهلاك
عفيف أشار إلى ضرورة العمل على تغيير عادات الاستهلاك عند السوريين، فهناك دول كثير تستهلك كميات هائلة من الفطر المحاري، بينما في سوريا رغم أهميته فكمية الاستهلاك منه قليلة جداً، وكذلك الإنتاج ما زال قليلاً جداً حتى الآن، من هنا يجب أن نحول الفطر المحاري إلى مادة مستهلكة ورئيسية لاسيما أنه يدخل بـ 150 نوعاً من أنواع الطعام وهذا رقم كبير وهام، مضيفاً إنه يجب تحويل الأسرة السورية إلى مستهلكة للفطر المحاري ومنتجة له أيضاً، علماً أن إمكانية إنتاج الأسرة في البيت لحاجتها من الفطر كبيرة وممكنة جداً، آملاً أن يتم في الفترات القادمة تبني زراعة الفطر المحاري بهدف تحويله إلى منتج رئيسي مجفف أو معلب ومفرز بحيث يتحول إلى عادة استهلاكية للسوريين.