الفطر المحاري مشروع صغير ومردود اقتصادي كبير… خبير تنموي: يكلف إنتاج الكيلوغرام ٦ آلاف ليرة ونسبة الربح ٥٠٠ بالمئة

مدة القراءة 7 دقيقة/دقائق

الحرية- نورما الشّيباني:
تعدّ زراعة الفطر المحاري من المشاريع الرابحة ذات المردود الاقتصادي الكبير والتي يمكن زراعتها بأقل التكاليف، كما أنها تعد من الزراعات التنموية المهمة التي تحظى بالاهتمام والانتشار، لكونها تحسّن مستوى معيشة الأسرة وتسهم في زيادة دخلها.
صحيفتنا “الحرية” التقت الخبير التنموي مؤسس مبادرة المشاريع الأسرية السّورية التّنموية والمجموعات المتفرعة عنها بسوريا أكرم عفيف، الذي بيّن أن الفطر المحاري هو أحد أنواع الفطر الشائعة الموجودة في سوريا، ينمو في الطبيعة على جذوع الأشجار القديمة، وهو من أشهى أنواع الفطر في العالم، ويعد استهلاكه في سوريا غير شعبي، لكن بدأنا بإعطائه البعد الشعبي، نظراً لكون زراعته لا تحتاج تكاليف مرتفعة وظروف زراعته مريحة، وهذا ما يفسح المجال للبدء بزراعته على مستوى سوريا.
حيث يبدأ موسم زراعته منذ بداية الشهر ١١ إلى نهاية الشهر الرابع في درجة حرارة لا تتجاوز ٢٥ درجة مئوية وجو رطب.

يطيل العمر ويكافح السرطان

وأشار عفيف إلى أن أهميته الغذائية تأتي من كونه بديلاً آمناً للحمة، وهو مناسب للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في تناولها، فهو يوفر البديل الحقيقي وسطه القلوي يعدّل من قلوية الجسم وهو بذلك مكافح لأمراض السرطان والوقاية منها في حال المواظبة على تناوله، كما أنه يصنّف كغذاء يطيل العمر، عرفه المصريون والصينيون واليابانيون القدماء، وكانوا يحرمون أكله على العامة لكونه من مطيلات الأعمار، وهم لا يريدون أن يطول عمر العامة ليصلوا إلى عمر الشيخوخة، فبقيت زراعته وتناوله حكراً على الطبقة الخاصة.

طريقة زراعته

ولفت عفيف إلى أن زراعة الفطر بدأت بالانتشار في سوريا، وبالإمكان زراعته في أي مكان من المنزل، ويمكن زراعته في المغاور التي تعدّ مثالية جداً لهذه الزراعة، وتستخدم في زراعة الفطر المحاري مواد هي عبارة عن التبن والأبواغ ومن الممكن استخدام الجبس كمعدل قلوي.
حيث نقوم بغلي التبن على النار لمدة نصف ساعة ثم يبرّد ويجفف حتى يصبح رطباً ثم يوضع التبن داخل أكياس وعلى مسافة ٧ – ١٠ سم توضع ملعقة من الأبواغ، ويمكن وضع الأبواغ بخلطها مع التبن في الأكياس ثم تثقب وتسقى وتعقم ويوضع لها قطن معقم طبي ثم تعلق الأكياس في مكان معتم بشكل كامل لمدة ٢٥ يوماً، بعدها تبدأ كتل من المشائج بالظهور لنقوم بصنع فتحة فوق الكتلة وإعطاء الفطر مجال للنمو وفي أقل من ٣٠ يوماً يمكن نتناول، مدة المشروع من ٤٥ -٦٠ يوماً وبعدها نقوم بزراعة موسم ثانٍ.

تأمين التبن

ولفت الخبير إلى أنه من الممكن أن تواجه بعض الراغبين بزراعته مشكلة وهي تأمين التبن وغليه وذلك بسبب استقرارهم في المدينة، وهنا مهمة التنموي الذي يقوم بتحويل المشكلة إلى فرصة، وقد كانت هذه المشكلة بمنزلة فرصة للبعض للقيام بمشروع تكلفته قليلة بين ٢٠٠-٣٠٠ ألف ليرة والمشروع هو عبارة عن تجهيز أكياس التبن وتحضينها وبيعها محضٌنة جاهزة ليقوم المواطن بشراء الأكياس ووضعها في مكان ملائم في منزله.

أبواغ الفطر متوافرة

وأشار عفيف إلى أن أبواغ الفطر المحاري متوافرة بكثرة لدى اتحاد الغرف الزراعية والبحوث العلمية الزراعية والمخابر العامة والخاصة وإنتاجها يتم بعملية المكاثرة على حبات القمح أو الشعير، وبأسعار مناسبة، فالليتر الواحد من الأبواغ ثمنه ٣٠ ألف ليرة وهو ينتج حوالي ١٠- ١٥ كيلو فطر محاري.
كما تعد تكاليف زراعة الفطر قليلة جداً، حيث يكلف إنتاج كيلو غرام من الفطر حوالي ٦ آلاف ليرة وثمنه في السوق بين ٣٠ – ٦٠ ألف ليرة في مدة إنتاج لا تتجاوز الشهرين، أي إن كل ليرة يقابلها ربح من خمس إلى عشر ليرات أي بنسبة ربح ٥٠٠٪ وهو رقم رائع جداً.

مجموعات للتدريب

وأضاف عفيف: لقد قمنا ضمن المشاريع الأسرية بتشكيل مجموعة اسمها مجموعة الفطر المحار، وهذه المجموعة تضم كبار المختصين من دكاترة ومنتجين ومنتجي أبواغ ومصدرين، إضافة إلى المسوّقين ومن يعمل بتجفيف الفطر، كما أنه يمكن لأي شخص الانضمام للمجموعة ومن الممكن إنشاء مجموعات أصغر في كل منطقة تتم إضافته إليها وبدوره أضيف عدداً من الخبراء حسب حاجة كل مجموعة للتدريب والتأهيل عبر الواتس.

زراعة الفطر في المغاور والبرادات

وأشار الخبير إلى أنه أثناء زيارته لقرية سريجس الواقعة بين محردة ومصياف تفاجأ بأن أحد المزارعين قام بزرع الفطر في مغارة، وعلى الرغم من أن التوقيت والجو غير مناسبين لزراعة الفطر، إلا أن المغارة قدمت برودة ورطوبة مناسبين وكان الإنتاج عالياً جداً، وقد بادرنا بسؤال صاحب المشروع عن عدد المغاور في القرية فكان الجواب ٢٠ مغارة وهذا عدد ممتاز لزراعة كميات كبيرة من الفطر.
كما إن هناك تجربة أخرى جرت في مدينة الحواش قام بها أحد الأشخاص، حيث زرع عدداً من برادات التفاح المتوقفة عن العمل العام الماضي، بسبب غلاء التبريد ونجح بالفعل بتجربته التي أعطت نتائج رائعة، وحالياً نبحث عن شركات تقوم بتعليب الفطر وحين نجدها سيكون بالإمكان زراعة ١٠٠ براد، حيث البراد الواحد يعطي أطناناً من الفطر المحاري كل شهرين.

تمويل وتسويق

وأردف عفيف أنه وكمبادرة للمشاريع الأسرية، يتم تقديم التمويل لأصحاب المشاريع من خلال الشريك الممول “بنك الإبداع” لتمويل المشاريع الصغيرة، فالأصغر كتمويل صاحب مشروع زراعة المغاور، ورفده بإرشادات حول طريقة التسويق المناسبة.
وكيفية تفريز الفطر، والربط مع أفران المعجنات والمطاعم، إضافة إلى تجفيفه في معمل بصل السلمية الذي أبدى تجاوبه وتعاونه وخاصة أنه في وقت موسم تجفيف الفطر يكون المعمل مغلقاً بانتظار موسم البصل.

تجفيف الفطر

وأكد مدير المعمل أن المعمل يستطيع تجفيف كمية من الفطر بداية من ١٠ كيلو إلى عشرات الأطنان، حيث توجد في المعمل مجففات تجريبية للتجفيف وقمنا بالتواصل مع بعض الشركات التي تصنع الشوربات، وأبدوا استعدادهم لشراء الفطر بكميات مفتوحة، كما أنه بالإمكان شراء الفطر من الأسر المنتجة، وبذلك تصبح كل أسرة هي مكان إنتاجي.

ربط إدارة الموارد

وبهذا نكون قد حققنا عملية ربط إدارة الموارد وبالإمكان تصدير هذه المنتجات إلى كل دول العالم، ولاسيما بعد أن أصبح اقتصادنا مفتوحاً ولم يعد لكل مصدر شريك من السلطة كما كان في النظام السابق، وهو ما كان يتسبب في غلاء المنتج المحلي وعجزه عن المنافسة في الأسواق الخارجية.

Leave a Comment
آخر الأخبار
الجو معتدل وزخات مطرية متفرقة في أغلب المناطق هل يصل السودان والمغرب إلى نهائي أمم آسيا للاعبين المحليين اليوم؟ مستقبل الاندماج مع الذكاء الاصطناعي: استعادة الحرارة الإنسانية في المادة الصحفية 100 طن استهلاك السوريين من القهوة سنوياً.. وارتفاع الاستيراد بنسبة 400% الزعفران زراعة واعدة تحمل بُعداً استراتيجياً.. ميا: إدخال الزعفران يجعل لسوريا مكان في السوق العالمي... من الشغف بتزيين منزلها وأناقته إلى مشروع لصناعة الصمديات والديكورات سيدة تحوّل الإسمنت والجبس على تح... طوابع بريديةٌ وثّقت لمعرض دمشق الدولي... بين القيمة الجمالية والعائد المالي! الفطر المحاري مشروع صغير ومردود اقتصادي كبير... خبير تنموي: يكلف إنتاج الكيلوغرام ٦ آلاف ليرة ونسبة ... معرض دمشق الدولي رسالة انتصار للعالم ..ويشكل حركة نشطة اقتصادياً وتجارياً ترسم الأمل بإعادة الاعمار نطمح إلى إقامة مدينة معارض دائمة في حلب.. شيخ الكار: معرض دمشق الدولي يعيد رسم خريطة الاقتصاد السوري...