الحرية – وليد الزعبي:
شهدت الأسواق مؤخراً تزايداً ملحوظاً في افتتاح العديد من الفعاليات التجارية، وخاصة معارض “العصرونية” الكبيرة، وصالات الأفراح، حيث يلاحظ كل فترة ضمن مدينة درعا أو غيرها من الأرياف إنشاء فعاليات منها، وهي بتصاميم وديكورات حديثة ومكلفة بهدف التميّز عن الفعاليات المشابهة واستقطاب الزبائن وحجز مكانة واسم في السوق، لكن السؤال المطروح، هل تستوعب السوق استمرار تزايدها وهل ستنخفض أسعارها وأجورها؟
مواطنون: تعددها يتيح خيارات أكثر ويقلل الأسعار والأجور
كبيرة وتتزايد
إن المتتبع للأسواق يلاحظ أنه خلال الأشهر الأخيرة افتتحت عدة عصرونيات، وهي ليست محال عادية صغيرة على تكاثرها، وإنما صالات كبيرة بمساحات يصل لبعضها إلى حوالي ٣٠٠ متر مربع، كما هناك إقبال على افتتاح صالات الأفراح، حيث افتتح في السابق عدد منها فيما يجري الآن تجهيز أخرى ستنطلق بالعمل قريباً، وذلك ليس على مستوى مدينة درعا فقط وإنما في بقية مدن وبلدات محافظة درعا.

أسعار مرتفعة
وبالنظر إلى عمل العصرونيات يلاحظ أنه في تحسن، لكن الأسعار ليست قليلة للأواني المنزلية التي تعرضها، حيث إن الأسر محدودة الدخل تشتري الضرورات وعند الحاجة فقط من الأنواع الشعبية، حيث يعنيها السعر الأرخص بالدرجة الأولى حسبما ذكر عدد منهم، بينما الأسر الميسورة تجدها تشتري كلما عُرضت موديلات جديدة للتميز أو حتى التفاخر أثناء تقديمها الشراب والطعام في منازلها ضمن أوانٍ جميلة لها شكل جديد ومتفرد غير متداول من قبل، ولا تدقق في الأسعار مهما ارتفعت.
متابعون: دليل على تزايد حالات الزواج بعد انحسار الهجرة وعودة المهجرين
كماليات
وأشار عدد من المواطنين إلى أن هناك من المعروضات في صالات العصرونيات الكبيرة ما يحسب على الكماليات التي لا تنظر إليها الأسر الفقيرة، إلا إذا اضطرها الأمر لشراء هدية لتقديمها لأحد الأقارب أو الأصدقاء في مناسبة ما ومن الأنواع الأرخص ثمناً، إذا إن هناك أنواعاً فاخرة ثمنها مرتفع جداً، وهي لها زبائنها المحدودون من المغتربين والمقتدرين، مؤكدين أن معظم الناس تتجه نحو العصرونيات الشعبية التي تبيع بسعر (رحماني) وأحياناً يتم لحاق العروض إذا كانت حقيقية، حيث توجد أكثر من فعالية بهذا النشاط تعلن عن عروض على طناجر أو أطقم كاسات شراب للعصير والشاي والقهوة وغيرها وكذلك على الصحون والزبادي وغيرهما.
دارجاً في الأرياف
وتطرق عدد من المواطنين إلى أن عمل صالات الأفراح يلاقي رواجاً كبيراً، وباتت إقامة المناسبات دارجةً حتى في الأرياف، لكنهم لم يغفلوا أن أجورها مرتفعة وتثقل كاهل المقبلين على الزواج وخاصةً في حال كانت ظروفهم المادية محدودة، في حين أن الميسورين يبحثون عن الصالات المميزة لجهة الاتساع والجمالية وارتفاع جودة الخدمة وحتى إنهم يطلبون خدمات إضافية غير عادية مهما كانت التكلفة.
تزايد الزواج
يرى متابعون أن مثل هذه الفعاليات مؤشر على تزايد حالات الزواج بعد توقف الهجرة وعودة الكثير من المهجرين، حيث باتت ظروف الاستقرار مهيأة لتكوين أسرة في عهد الإدارة الجديدة لسوريا، وهو ما يرفع وتيرة عمل صالات الأفراح، فيما عودة الأسرة المهجرة أيضاً تتطلب منها تجهيز منازلها بلوازم المطبخ ما يعني زيادة بحركة عمل العصرونيات.
العمري: يعزز المنافسة ومؤشر قوي على بدء تعافي الأسواق بعد التحرير
مؤشر تعافٍ
أمين سر غرفة تجارة وصناعة درعا محمد العمري أكد لـ”الحرية” أن السوق أخذت تنشط وتتسع، وهو مؤشر قوي على بدء التعافي بعد التحرير، ولا ضير من افتتاح الفعاليات بمختلف تخصصاتها التجارية، حيث إنها تفرض حالة من المنافسة سواء لجهة السعر أو الجودة بالنسبة للسلع على اختلافها ومن ضمنها “العصرونية”، وكذلك الأمر بالنسبة لصالات الأفرح، حيث تنتج عن كثرتها منافسة بجودة الخدمة والأجر.
وتوقع أن الحركة التجارية ستزداد تباعاً وخاصة بعد انفتاح سوريا على مختلف الدول وإزالة العقوبات، لافتاً إلى أن هناك منعكساً إيجابياً مهماً، لذلك يتمثل بازدياد فرص العمل التي يحتاجها الكثير من الشباب، ويحيد كثيراً تفكيرهم بالسفر بحثاً عن فرصة عمل في الخارج.
وتطرق كمثال، إلى أن السوق المركزي في مدينة درعا بدأ بعد التحرير يشهد تعافياً متسارعاً، حيث افتتحت العديد من محاله التجارية وأخذت تزاول عملها بعد توقف دام لعقد ونيف من الزمن، فيما أخرى يتم ترميمها وتأهيلها ليصار إلى افتتاحها من جديد.