الحرية – باسمة إسماعيل:
أطلق الدكتور رياض قره فلاح، أستاذ جغرافيا المناخ في جامعة اللاذقية، جرس الإنذار حيال ظاهرة القبة الحرارية التي تضرب البلاد حالياً، موضحاً أنها حالة مناخية استثنائية تنشأ عند تمركز ضغط جوي مرتفع في الطبقات العليا، فيعمل كغطاء يحبس الهواء الساخن ويمنع تخلخله، ما يؤدي إلى موجات حر طويلة الأمد ودرجات حرارة قياسية.
كيف تتشكل؟
وفق د. فلاح، تتضافر ثلاثة عوامل رئيسية في تشكل الظاهرة: ضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا يمنع صعود الهواء الساخن، تسخين متكرر لسطح الأرض بفعل أشعة الشمس، ما يرفع الحرارة إلى حدود قصوى قد تتجاوز 50° مئوية، ضعف التيارات الهوائية نتيجة ضعف التيار النفاث، ما يفاقم ركود الهواء وتراكم الملوثات.
الوضع الراهن في سوريا
وأضاف د. فلاح في تصريح لصحيفتنا “الحرية” أنه منذ يومين، تتعرض البلاد لموجة حر مرشحة للاستمرار أسبوعاً كاملاً، وبلغت ذروتها اليوم مسجلة 33° في الساحل (مع شعور حراري بلغ 42°)، و44° في دمشق وحلب، و45° في حماة، و46° في المنطقة الشرقية، ورغم توقع انخفاض طفيف غداً، ستعود الحرارة للارتفاع منتصف الأسبوع، دون مؤشرات لانفراج واضح قبل السبت المقبل.
انعكاسات متعددة الأوجه
بيّن فلاح الانعكاسات على الصحة: ضربات الشمس، الإجهاد الحراري، تفاقم أمراض القلب والرئة، اضطرابات النوم، وزيادة معدلات التوتر.
وأما الانعكاسات على البيئة: تراجع جودة الهواء، جفاف الموارد المائية، حرائق الغابات، وتغير النظم البيئية.
وعلى الاقتصاد فيرى فلاح أنها: انخفاض إنتاجية العمل، ضغط هائل على شبكات الكهرباء، وتلف البنية التحتية كالأسفلت وخطوط السكك الحديدية.
وعلى الثروة الحيوانية والنباتية: نفوق الأسماك والحيوانات، تراجع إنتاج الحليب واللحوم، وانخفاض المحاصيل الزراعية.
إرشادات وقائية
دعا د. فلاح المواطنين، وخاصة في المدن الساحلية ذات الرطوبة المرتفعة، إلى تجنب الخروج في أوقات الذروة (10 صباحاً – 4 مساء)، الإكثار من شرب الماء وتجنب المشروبات المدرة للبول، ارتداء الملابس القطنية الفاتحة واستخدام القبعات، ضبط المكيفات على 24° مئوية لتخفيف الضغط على الكهرباء، الاستعانة بالمراوح وفتح النوافذ ليلاً لتحسين التهوية.