الحرية- وديع فايز الشماس:
يعدّ القطاع الزراعي في سوريا اليوم أحد أهم القطاعات الاستراتيجية التي يمكن أن تعيد للاقتصاد الوطني توازنه واستقراره، خصوصاً في ظلم التحديات الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد.
فالزراعة ليست مجرد نشاط اقتصادي تقليدي، بل هي حاضنة أساسية للأمن الغذائي، وداعم مباشر للصناعات الوطنية، ووسيلة فعّالة لتثبيت السكان في أراضيهم والحد من هجرة الشباب نحو المدن أو خارج الحدود بحثاً عن فرص عمل.
دور الزراعة في دعم الصناعة الوطنية
العديد من الصناعات المحلية تعتمد بشكل مباشر على المنتجات الزراعية كمادة أولية، ما يجعل تطوير هذا القطاع شرطاً أساسياً لنهوض القطاع الصناعي، من بين أبرز الصناعات التي يمكن أن تزدهر بشكل أكبر مع دعم الإنتاج الزراعي:
– صناعة زيت الزيتون الذي يمتلك سمعة عالمية بفضل جودة زيت الزيتون السوري وتنوع أصناف الزيتون.
– صناعة الألبسة القطنية القائمة على القطن السوري المعروف بجودته العالية.
– صناعة المعكرونة والسباغيتي وغيرها من الصناعات الغذائية المرتبطة بإنتاج القمح والسميد.
– منتجات غذائية أخرى كالأجبان والألبان وتعليب الخضار والفواكه وغيرها.
هذه الصناعات قادرة على المنافسة في الأسواق العربية والعالمية فيما لو تم توفير خطوط إنتاج حديثة وتقنيات متطورة في التصنيع والتغليف والتسويق.
فوائد اقتصادية مباشرة
تطوير الزراعة والصناعات الغذائية يحقق عدة فوائد استراتيجية، من أبرزها:
– خفض نسبة الاستيراد للمواد الغذائية المصنعة
– توفير فرص عمل حقيقية للشباب في الريف والمناطق الزراعية
– الحد من الهجرة الداخلية والخارجية عبر خلق بيئة اقتصادية جاذبة
– تقليل استنزاف الدولار وعدم خروجه إلى الأسواق الخارجية
– تحقيق قيمة مضافة عالية للمنتجات الزراعية عبر تصنيعها وتسويقها
وبهذه الآلية يتحقق ما يُعرف بـالتكامل الاقتصادي بين الزراعة والصناعة، ليشكّلا معاً قاعدة رئيسية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني.
خطوات مطلوبة للنهوض بالقطاع الزراعي والصناعات الغذائية
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، من المهم العمل على:
– دعم الفلاحين وتأمين مستلزمات الإنتاج بأسعار مدروسة.
– إدخال تقنيات الري الحديثة وترشيد استهلاك المياه.
– تشجيع الاستثمار في الصناعات الزراعية التحويلية.
– توسيع البرامج التدريبية والتقنية للشباب في القطاعين الزراعي والصناعي.
– تطوير طرق التسويق داخلياً وخارجياً بما يناسب الأسواق العالمية.
الخلاصة
إن المرحلة الحالية في سوريا تتطلب التركيز على قطاعات قادرة على الصمود والنمو السريع، وفي مقدمتها القطاع الزراعي الذي كان دائماً عماد الناتج الوطني وركيزة أمن السوريين الغذائي، من خلال تعزيز الصناعات الزراعية وتحديثها، يمكن لسوريا أن تتحول إلى مركز إقليمي للمنتجات الغذائية المتميزة، وأن تعيد إلى الريف دوره الحيوي في التنمية والاستقرار.