القطة التايلاندية.. لغز بين الحقيقة والوهم.. للكاتب أمين الساطي

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – أحمد محمود الباشا:
قصة جديدة من القصص القصيرة قدمها لنا الكاتب أمين الساطي الذي يتحفنا دائماً بالكثير من أعماله القصصية المختلفة ، تمزج ما بين الواقع والخيال وهذه القصة بعنوان: «القطة التايلاندية» التي سنطلعكم عليها في مراحلها ووقائعها المتعددة وقد جاء فيها حسبما قال كاتبها:
لم يكن سكان البناية يتوقعون أن تتحول حياتهم إلى مسرح لأحداث مريبة، ففي البناية القديمة بوسط المدينة، حيث الجدران تحفظ همسات الماضي وخطوات من عاشوا ورحلوا، كانت أم محمود تعيش فوقنا في الطابق السابع، وحيدة بعد أن فقدت زوجها في حادث غامض سُجّل على أنه «انتحار»، إلّا أن ألسنة الجيران لم تهدأ، وبدلاً من الصمت، راحت تنسج روايات لا تنتهي عن أم محمود متهمة إياها بدفعه للتخلص منه، طمعاً براتبه التقاعدي.
ويتابع الكاتب سرد هذه القصة قائلاً: وسط هذه الأجواء، كانت هناك قطة.. ليست كأي قطة، هي قطة تايلاندية هجينة، ذات عينين لوزيتين لامعتين، وشعر حريري رمادي، تُعامل من قبل صاحبتها كما لو كانت سيدة البيت الحقيقية. بالنسبة لزوجة الراوي، لم تكن مجرد حيوان أليف، بل كانت كائناً غامضاً له علاقة بالسحر والجن، خاصة مع تصرفاتها الليلية الغريبة، ومواؤها الذي يقطع سكون الفجر.
الزيارات إلى شقة أم محمود صارت محملة بالريبة، القطة تحدّق بلا رمش، تقفز فجأة نحو الفراغ، وكأنها تلاحق طيفاً لا يراه البشر، حتى أن مشهدها وهي تفتح باب المنزل بمناورة ذكية لمقبضه عزّز فكرة أنها ليست مخلوقاً عادياً.
وبين الكاتب بعدها أنه جاءت تلك الليلة.. صرخات حادة تمزق الظلام، وانقطاع مفاجئ للكهرباء، وهرولة أقدام قطط سوداء على الدرج، في لحظات، صار الممر مسرحاً لهروب جماعي من الطابق السابع. وعند وصول الشرطة، كان المشهد أقرب إلى قصة رعب، أم محمود جثة هامدة، بعينين متسعتين على آخر لحظة خوف، وجروح دقيقة تغطي جسدها، وأجزاء مفقودة من أذنها وكتفها، كما لو أن أنياباً صغيرة كانت الفاعل الوحيد.
وأوضح الكاتب في قصته هذه أن التحقيقات لم تجد باباً مكسوراً، ولا سكيناً ملطخة، فقط خطوط دماء تقود من غرفة النوم حتى المطبخ، أُغلق الملف، لكن الأسئلة بقيت مشرّعة، هل ما حدث نتيجة هجوم طبيعي لقطط جائعة، أم إن القصة أكبر وأعمق من مجرد تفسير منطقي؟
وهنا الراوي نفسه عالق بين شكّين، هل ما شاهده بعينيه حقيقة، أم انعكاس لخوف زوجته ومعتقداتها المتوارثة؟ وخاصة أنه لا يريد أن يفتح على نفسه باب اتهام بالجنون، وهو الذي عاش تجربة انهيار عصبي قبل سنوات.
إنها قصة قصيرة فيها أسلوب الكاتب أمين الساطي وما هو معروف عنه بتميزه وتفرده في كتابته لهذا النوع من القصص وإبداعه وتفننه فيه ، فله منّا كل التقدير والاحترام متمنين منه تقديم المزيد من الأعمال القصصية المتنوعة التي تتطرق لموضوعات مختلفة.

Leave a Comment
آخر الأخبار