القمح .. غذاء وسلاح 

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- عمران محفوض:

لطالما كان القمح سلاحاً اقتصادياً وسياسياً بيد السوريين على مدى العقود السابقة، يكفيهم غذاء عامهم ويفيض للتخزين والتصدير في آن معاً.
قبل نحو 15 عاماً تجاوز الحصاد السوري أربعة ملايين طن من القمح، وأي قمح، إنه الأجود على مستوى العالم لدرجة أن كل واحد كيلوغرام منه يعادل اثنين أو ثلاثة كيلوغرامات من القمح المنتج في بلدان آسيوية أو أمريكية ولو كنا أكثر قساوة من قمحنا أثناء عمليات المبادلة لحصلنا على مزايدات تكفي لدفع فاتورة الاستيراد الغذائي كلها، ولكن؛ مالذي حصل اليوم حتى خسرنا أكثر من 90% من غلة القمح المشار إليها..؟
أياً كانت الأسباب التي قادتنا إلى هذه النتائج غير المرضية من محصول القمح، لابد من وضع الخطط والبرامج التنفيذية للموسم القادم وما يليه من أجل الخروج من هذا المأزق التغذوي، والعودة بالإنتاج إلى الوضع الذي يوفر لسوريا أمنها الغذائي، ويعيد لشعبها سلاحه الاقتصادي والاجتماعي المسلوب، ويبقى السؤال: كيف يمكننا تحقيق ذلك..؟
الزراعة مثلها مثل جميع القطاعات الاقتصادية تعرضت للدمار والتخريب خلال سنوات الحرب، ولا بد من إصلاح أدوات فلاحة الأراضي وتخصيب تربتها ومكننة أساليب الإنتاج والحصاد وصولاً إلى الهدف المنشود ألا وهو زيادة غلة القمح.
هناك الكثير من التجارب العالمية الناجحة التي حولت بعض البلدان من مستوردة للقمح إلى مكتفية منه، ولمعرفة أساسيات هذه التجارب يكفينا سؤال أهل الخبرة في الداخل أو الخارج، وأيضاً تستطيع وزارة الزراعة الاستعانة بصديق صار أقرب إليها من أي حقل؛ إنه الذكاء الاصطناعي الذي يرشدنا إلى اتباع عدة استراتيجيات تشمل ..
– اختيار بذور قمح عالية الجودة ومقاومة للظروف البيئية الصعبة مثل الجفاف والملوحة والأمراض.

– تحسين جودة التربة من خلال إضافة المواد العضوية واستخدام الأسمدة في الوقت المناسب وبالكميات الكافية.

– تطبيق أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش لتقليل استهلاك المياه وزيادة كفاءة الري.

– مكافحة الآفات والأمراض باستخدام طرق بيولوجية أو كيميائية أو ميكانيكية، وتطبيق آلية المراقبة الدورية للمحصول للكشف المبكر عن أي إصابات.

– استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لتحديد الاحتياجات المائية والسمادية للمحصول.

– توفير برامج تدريبية للمزارعين، ونقل المعرفة والخبرات إليهم لتطبيق أفضل الممارسات أثناء مواسم الزراعة والحصاد والتسويق.

– تكييف الممارسات الزراعية مع التغيرات المناخية، واستخدام تقنيات الحصاد والتخزين المناسبة للحفاظ على جودة المحصول.

– تنويع المحاصيل “بعلية – مروية” وتوزيعها جغرافياً لتقليل المخاطر، وزيادة المردود.

باختصار؛ القمح محصول استراتيجي وغذاء موروث لا يمكن الاستعاضة عنه أو التغافل عن الإنتاج المحلي والاكتفاء بالاستيراد، لذلك علينا جميعاً مزارعين واتحادات ومديريات زراعة تحويل الندرة إلى وفرة وزيادة الوفرة لتصبح فائضاً، واستخدام الفائض مجدداً كسلاح اقتصادي وسياسي لحماية أمننا الغذائي.

Leave a Comment
آخر الأخبار