الحرية -دينا عبد:
أطلق المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية النسخة الرقمية من “الكتاب التفاعلي السوري”، في خطوة استراتيجية نحو التحول الرقمي في قطاع التعليم، والتي تهدف إلى تنمية مهارات التفكير العليا لدى الطلاب داخل سوريا وخارجها.
مدير مركز تطوير المناهج عصمت خليل بين في تصريح لصحيفة الحرية أن الكتاب التفاعلي يتيح الوصول المجاني لأي طفل حول العالم عبر الإنترنت، ما يعزز فرص التعلم الذاتي والتفاعل المباشر، ويشكل أداة دعم فعالة للمعلمين في العملية التعليمية وكذلك يحقق هدفين أساسيين: الأول ضمان حق الطفل في الوصول إلى التعليم النوعي، والثاني تمكينه من دخول عالم المعرفة الرقمية عبر المنصة التربوية السورية، التي توفر المناهج التفاعلية لجميع الطلاب داخل البلاد وخارجها.
الانتقال من التلقين إلى التفاعلية
وبين خليل حرص وزارة التربية والتعليم على التحول الرقمي الذي يعيد تشكيل ملامح العملية التعليمية، فالتعليم لم يعد مجرد كتب وسبورات، ولا دروساً تُلقى في صفوف مغلقة.بل هو انتقال من التلقين إلى التفاعلية ، ومن الحفظ إلى الفهم ، وإجراء التجارب العلمية افتراضياً، وتعلّم اللغات
الأدوات التكنولوجية
وأشار خليل أن التحول الرقمي يعتمد على توظيف الأدوات التكنولوجية لتحفيز التفكير والإبداع و تطبيق ثقافة الابتكار والتغيير ودمج التقانات التطبيقية.

بالنسبة للطالب وبحسب ما ذكر مدير مركز تطوير المناهج فالطالب ليس مقيداً بمكان أو وقت وقد أصبح يمتلك أدوات تعزز فضوله، ووسائل تفاعلية تحول الدرس لتجربة حيّة
مدير مركز تطوير المناهج: التحول الرقمي ليس بديلاً عن المعلم بل امتداد لرسالته
.بالنسبة للمعلم ودوره فهو يعرفه على طرائق جديدة ومتطورة للإبداع في الشرح، وتقييم الطلاب، ومعرفة صعوبات التعلم لدى كل منهم والجوانب القابلة للتطوير ، وتقديم الدعم المناسب لكل متعلم.
الثقافة الرقمية
ولفت خليل أن التحول الرقمي يساهم في المناهج الدراسية بزيادة الثقافة الرقمية لأولياء أمور المتعلمين، واكتساب المهارات الأساسية لاستخدام التكنولوجيا ومنصات التعليم وتطبيقاته ، ومساعدتهم في زيادة الوعي بالأمان الرقمي، وتنمية النقد البناء، ومتابعة تعلم الأبناء، والوصول إلى المحتوى التعليمي في الزمان والمكان المناسبين لهم. وهو وسيلة فعّالة لتحسين التدريس في التربية الخاصة، والتي تساهم بتقديم بيئة تعليمية مهيأة بشكل أكبر لمساعدة الطلاب على النجاح وتحقيق أحلامهم بما يتناسب مع إمكانياتهم
خطوة رائدة
وختم قائلاً: إن إدخال وزارة التربية الكتاب التفاعلي عبر منصتها التعليمية استجابة ذكية لاحتياجات طالب اليوم، وخطوة رائدة في مواكبة التطورات العالمية، فالتحول الرقمي ليس بديلاً عن المعلم، بل امتداد لرسالته. وهو الجسر الذي يربط الأجيال المختلفة بالعلم والمعرفة.يذكر أن الكتاب التفاعلي أطلق مع بداية شهر أكتوبر في المختبر الافتراضي ثلاثي الأبعاد بدمشق، بحضور وزراء المالية والاتصالات ومحافظ دمشق ورئيس مجلس الدولة، في حدث يُعد نقطة انطلاق نحو تعليم رقمي شامل في سوريا، يعزز المهارات الرقمية، والاستقلالية، والثقة بالنفس، ويقوي الذاكرة من خلال أدوات التفاعل مثل الرسم والتلوين والكتابة والحفظ.ويأتي هذا المشروع ضمن جهود وزارة التربية والتعليم لتوفير بيئة تعليمية مرنة ومفتوحة، تتيح للطلاب التعلم في أي وقت ومن أي مكان.