الحرية – جعفر خيربك:
تنتظر مدينة اللاذقية أجواء عيد الفطر هذا العام في ظل متغيرات جديدة، حيث يُعد هذا العيد الأول بعد التحرير وسقوط النظام، ما يضفي عليه طابعاً مختلفاً يجمع بين الفرح والتطلع إلى المستقبل.
الأسواق تشهد حركة نشطة، والمواطنون يتوافدون لشراء مستلزمات العيد، فيما تعيش المدينة لحظات استثنائية، تعكس حالة من الترقب لمستقبل يحمل في طياته تحديات وفرصاً جديدة.
في جولة ميدانية لصحيفة “الحرية” في شوارع اللاذقية، التقت عدداً من المواطنين الذين عبروا عن مشاعرهم تجاه هذا العيد المختلف.
أحمد، شاب في الثلاثينيات من عمره، تحدث قائلاً: «إن العيد هذا العام يحمل نكهة مختلفة، نشعر بأننا نعيش مرحلة جديدة، لكننا ندرك أيضاً أن الطريق نحو الاستقرار لا يزال في بداياته».
أما سارة، وهي معلمة وأم لطفلين، فقد عبرت عن تطلعاتها بحذر: “أتمنى أن يكبر أطفالي في بلد آمن ومستقر.. هناك الكثير من العمل الذي يجب أن نقوم به لضمان مستقبل أفضل”.
من جانبه، يؤكد محمد، وهو تاجر من المدينة، أنه “رغم التحديات الاقتصادية، نرى تحسناً نسبياً في الأسواق. هناك إقبال جيد، ربما لأن الناس يريدون استعادة أجواء العيد رغم كل شيء.”
إلى جانب النشاط التجاري، ساهمت عودة العديد من المغتربين إلى المدينة لقضاء العيد مع عائلاتهم في إضفاء أجواء خاصة على المناسبة، حيث شهدت الأسواق والمحال التجارية حركة متزايدة بفعل زيادة الطلب من القادمين من الخارج.
يشير أحد العائدين إلى أن الاحتفال بالعيد مع العائلة بعد سنوات من الغياب له طعم مختلف. مضيفاً: الأسواق تبدو أكثر حيوية، وهو أمر يمنحنا شعوراً بالأمل، لكن التحديات لا تزال قائمة.
إذاً يأتي هذا العيد ليؤكد أن سوريا بدأت مرحلة جديدة، تتجدد الآمال ببناء وطن تسوده قيم الحرية والكرامة والعدالة. ومع كل يوم جديد، يخطو السوريون خطوة نحو مستقبل مشرق يليق بتضحياتهم، فيما تبقى الأعياد محطات فرح وأمل تجمع الناس على المحبة والتفاؤل.
وفي هذا العيد، تحتفل اللاذقية ليس فقط بقدوم مناسبة دينية عظيمة، بل بولادة فجر جديد، حيث تتجسد معاني الفرح الحقيقي في نفوس أهلها، وتتجدد الأحلام بمستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً.