اللاذقية تُخطط لمرحلة ما بعد الحرائق.. خطوط وقائية وحملة “بأيدينا نحييها” تتصدر المشهد

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية– لوريس عمران:

أكّد محافظ اللاذقية محمد عثمان أنّ المحافظة باشرت بوضع خطة شاملة لترميم ما خلّفته الحرائق الأخيرة من دمار، مشيراً إلى أنّ العمل لا يقتصر على إخماد النيران، بل يتعداه إلى مشروع استراتيجي طويل الأمد يهدف إلى استعادة الحياة في المناطق المتضررة.

وأوضح عثمان أنّ اجتماعاً رسمياً عُقد في مبنى المحافظة بحضور مديري المديريات المعنية، جرى خلاله التوافق على تنفيذ خطوط نار وقائية في الغابات والمناطق الجبلية، كإجراء احترازي ضروري لمواجهة أي حرائق محتملة مستقبلاً. مشيراّ إلى أنّ هذه الخطوط ستُنجز بالتوازي مع تقييم ميداني دقيق لحجم الأضرار، بما يسمح بوضع تصور عملي متكامل لمرحلة إعادة التأهيل.

ولفت على أنّ حملة “بأيدينا نحييها” تمثل اليوم الإطار الجامع للجهود الرسمية والشعبية، وأنّ نجاحها يعتمد على مدى التزام الجميع بالمشاركة الفاعلة فيها، انطلاقاً من الإيمان بأنّ البيئة المتضررة لا تُرمم إلا بأيدي من يعرفون قيمتها ويعيشون فيها.

ونوّه عثمان يأنّ الجاهزية الكاملة لا تحتمل التراخي، خصوصاً مع دخول أشهر الصيف التي تترافق عادة مع ارتفاع درجات الحرارة ونشاط في حركة الرياح، ما يفرض متابعة يومية دقيقة لتنفيذ الخطة على الأرض دون أي تأخير أو تهاون.

وأشار إلى أنّ التجربة المريرة التي مرت بها المحافظة أفرزت روح عمل أكثر نضجاً وتنظيماً بين المديريات المعنية، وأنّ التنسيق بين الجهات التنفيذية بات أكثر فعالية، والاستعدادات الراهنة تنبع من إدراك عميق بأنّ الوقاية مسؤولية مشتركة.

وختم عثمان حديثه مؤكداً أنّ اللاذقية تقف اليوم أمام امتحان استثنائي، عنوانه: “كيف نعيد الحياة بعد أن عبرت النار”. وبين خطوط النار التي تُشق في الغابات، والحملات التطوعية التي تعيد ببطء خضرة الأشجار إلى سفوح الجبال، حيث تتشكل ملامح مرحلة جديدة عنوانها الإصرار والإيمان بالعودة من تحت الرماد.

Leave a Comment
آخر الأخبار